منها نمط حياتك.. العوامل المؤدية إلى ظهور هشاشة العظام مبكرًا

هناك اعتقاد شائع بأن هشاشة العظام تصيب كبار السن فقط، أي من هم في سن السبعين فما فوق، ومع ذلك، نلاحظ بشكل متزايد ظهور هشاشة العظام في سن مبكرة، غالبًا لدى النساء في أواخر الأربعينيات والخمسينيات من العمر، وهذا ليس مجرد مصادفة؛ بل هي انعكاس لكيفية المعيشة اليوم.
نمط الحياة والتغذية: أساس صحة العظام
لعاداتنا اليومية تأثيرٌ بالغ على قوة عظامنا فعندما يفتقر النظام الغذائي إلى الخضروات الورقية الخضراء، أو منتجات الألبان، أو التعرض لأشعة الشمس لتخليق فيتامين د، يصبح هيكلك العظمي مثل جدار من الطوب مبني مع نصف الطوب المفقود، هش وغير مكتمل.
كما أن عادات كالتدخين ضارة بنفس القدر، فهي تعمل كآليات خبيثة تسلب المعادن من عظامك وتعطل عملية تجديد العظام الطبيعية في الجسم، ويمكن للتوتر المزمن وقلة النوم، وهما من السمات المميزة لعالمنا المتسارع، أن يرفعان مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يمكن أن يُسرّع من فقدان العظام عند وجوده بكثرة.
دور التمارين الرياضية: بناء عظام أقوى من خلال الحركة
رغم أهمية النظام الغذائي، إلا أنه لا يكفي وحده، إذ تلعب تمارين تحمل الوزن والمقاومة المنتظمة دورًا حاسمًا في الوقاية من هشاشة العظام وإدارتها، ويحفز النشاط البدني نشاط بناء العظام (تكوين العظام) من خلال تعريض الهيكل العظمي لإجهاد ميكانيكي مُتحكم فيه، مما يُعزز إعادة تشكيل العظام وترسيب المعادن.
تُعدّ تمارين مثل المشي السريع، وصعود السلالم، والرقص، والتدريب باستخدام شريط المقاومة، ورفع الأثقال الخفيفة مفيدة بشكل خاص، فهي لا تُحسّن كثافة العظام فحسب، بل تُقوّي العضلات أيضًا، مما يُقلل من خطر السقوط والكسور.
انقطاع الطمث
بالنسبة للنساء، يُمثل انقطاع الطمث مرحلةً طبيعيةً مهمة، ولكنه أيضًا نقطة تحول رئيسية في صحة العظام، فهرمون الإستروجين يعمل كحارسٍ أمين للعظام، يُنظم التوازن بين امتصاص العظام وتكوين عظام جديدة، مما يُحافظ على كثافة هيكلكم العظمي ومرونته.
خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاعه، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين بشكل حاد وعندما يضعف هذا العامل الواقي، يبدأ تحلل العظام في التزايد متجاوزًا تكوينها، مما يؤدي إلى فقدان سريع لكثافة العظام، ولهذا السبب، تُعد السنوات التي تلي انقطاع الطمث مباشرةً حرجة للغاية، إذ تُمثل فترةً من فقدان العظام المتسارع، حيث تشتد الحاجة إلى التدخلات الوقائية للوقاية من هشاشة العظام.