أستاذ آثار: لا أساس للحديث عن بوابات رقمية أو روحانية بالأهرامات

أكد الدكتور محمود الحصري، أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة، أن ما يشاع على وسائل التواصل الاجتماعي حول “بوابات رقمية” أو رموز سرية داخل الأهرامات، ليس له أي أساس تاريخي أو علمي في الحضارة المصرية القديمة.
وأوضح الحصري خلال مشاركته في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، أن الأهرامات والهرم الأكبر تظل من أعظم العجائب الهندسية على وجه الأرض، مشيرًا إلى أن الهرم الأكبر لم يستكشف بالكامل حتى الآن، بما في ذلك غرفة الدفن الخاصة بالملك، وأن هناك مشاريع حديثة مثل برنامج استكشاف الأهرامات تستخدم أشعة الميونات لمحاولة دراسة ما بداخل الهرم، ولكن لم يتم الكشف الكامل عن أسراره حتى الآن.
احترام قدسية الموقع التاريخي
وأشار أستاذ الآثار إلى أن إقامة حفلات موسيقية أو فعاليات ترفيهية في محيط الأهرامات يجب أن تُفصل عن أي ادعاءات تتعلق بالأساطير أو البوابات النجمية، موضحًا أن الفرق بين الحفلات لا يكمن فقط في التنظيم أو الإعلان، بل أيضًا في احترام قدسية الموقع التاريخي وتعقيداته الهندسية.
اللغة المصرية القديمة تحوي نصوصًا دينية
كما لفت الحصري إلى أن المصريين القدماء لم يتركوا أي نصوص أو مخطوطات تؤكد وجود ما يسمى بـ“البوابات النجمية” أو بوابات زمنية كما يروج البعض، مشيرًا إلى أن اللغة المصرية القديمة تحوي نصوصًا دينية وروحانية مثل كتاب الموتى وكتاب البوابات، لكنها لم تتحدث عن أي وسيلة للعبور بين العوالم أو الزمن كما يُقال على بعض المنصات.
وختم الدكتور محمود الحصري تصريحاته بالتأكيد على أن فهم الأهرامات يجب أن يكون قائمًا على البحث العلمي والتحليل الأثري الدقيق، وليس على الأساطير أو الادعاءات غير المثبتة، مؤكدًا أن الحضارة المصرية القديمة بنَت مبانٍ متوافقة مع علومها وفنونها المعمارية وليس وفق خرافات أو طقوس غريبة.
وفي نفس السياق ، أكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين السابق بوزارة الآثار، أن حفل فرقة “أنيما” الذي أُقيم عند سفح الأهرامات أثار تساؤلات مشروعة حول حدود استخدام المناطق الأثرية في الفعاليات الفنية، مشددًا على ضرورة الفصل بين الاستغلال الثقافي المحترم للمواقع الأثرية وبين الأنشطة الترفيهية غير الملائمة لقدسية المكان وقيمته التاريخية.