الـكيلو بـ 40 جنيه.. ما علاقة جمع زيت الطعام المستعمل في مصر بوقود الطائرات؟
في خطوة رائدة نحو الاقتصاد الأخضر وتحقيق الاستدامة البيئية، تشهد مصر اهتماماً متزايداً بمشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF)، الذي يعتمد بشكل أساسي على زيت الطعام المستعمل كمادة خام رئيسية.
وتُظهر هذه المبادرة كيف يمكن تحويل المخلفات إلى مصادر طاقة جديدة تساعد في تقليل الانبعاثات الكربونية، مما يساهم في تحقيق أهداف مصر البيئية الدولية في إطار خطتها لتخفيف تأثيرات التغير المناخي.
ما هو وقود الطائرات المستدام (SAF)؟
وقود الطائرات المستدام (SAF) هو نوع من الوقود الحيوي يتم إنتاجه باستخدام زيوت الطعام المستعملة كمادة خام. يتم معالجته باستخدام التكنولوجيا الهيدروجينية المتقدمة لتحويله إلى وقود يمكن استخدامه في الطائرات دون التأثير على محركاتها، الهدف من هذا الوقود هو تقليل البصمة الكربونية لقطاع الطيران وتقليل اعتماده على الوقود التقليدي الذي يعتمد على النفط.
كيف يتم جمع زيت الطعام المستعمل؟
يتم جمع زيت الطعام المستعمل من مصادر مختلفة مثل المطاعم والفنادق والمنازل، ويُعد من المصادر الهامة لإنتاج الوقود المستدام. ويشمل المشروع الذي تنفذه الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات (ECHEM) جمع الزيت بأسعار تتراوح من 40 جنيهًا للكيلو، وهو سعر يعتبر منافسًا اقتصاديًا نظرًا للفوائد البيئية الكبيرة.
التنسيق الحكومي لدعم المشروع
تسعى وزارة البيئة، بالتعاون مع وزارة البترول ووزارة الطيران المدني، إلى تحفيز الاستثمارات في مشروع وقود الطائرات المستدام، الذي يهدف إلى إنتاج 120 ألف طن سنويًا من هذا الوقود بحلول العام 2025. ويعتمد المشروع على جمع الزيت المستعمل ضمن إطار تنظيمي قانوني يدير عملية جمعه وتداولها، مع إصدار التراخيص اللازمة عبر جهاز تنظيم إدارة المخلفات.
فوائد المشروع على البيئة والاقتصاد
ينطوي هذا المشروع على فوائد بيئية واقتصادية كبيرة، حيث يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع الطيران، ويعد مشروعًا أخضر يساهم في تحقيق التزامات مصر الدولية نحو خفض الانبعاثات. كما أنه يمثل فرصة اقتصادية لتوفير مصدر بديل للوقود التقليدي، ويُعتبر حلاً مستدامًا لمشكلة المخلفات.
تداول وقود الطائرات المستدام في المنطقة
مصر تأمل في أن تصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج وتداول وقود الطائرات المستدام في المنطقة، وهو ما يعد نقلة نوعية للقطاع البيئي والاقتصادي في البلاد. وقد تم اختيار ميناء الدخيلة كموقع لإقامة المصنع، الذي سيجذب استثمارات تصل إلى 530 مليون دولار، مع التوقعات بأن يحقق المشروع ربحية عالية ويفتح آفاق تصديرية جديدة إلى الأسواق العالمية.
