عاجل

بالتزامن مع مولد السيد البدوي.. الإفتاء: الدعاء عند قبور الصالحين مرجو القبول

السيد البدوي
السيد البدوي

تختتم الطرق الصوفية اليوم الخميس؛ أسبوع احتفالات مولد السيد البدوي المشهور بـ «شيخ العرب والسطوحي»، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، حيث شهدت الساعات الأخيرة من يوم الأربعاء المؤتمر العام للمشيخة العامة للطرق الصوفية بحضور محافظ الغربية ووزير الأوقاف وشيخ المشايخ وعدد من مشايخ الطرق المختلفة.

الليلة الختامية لـ السيد البدوي

وخصصت المشيخة العامة للطرق الصوفية في احتفالها أمس بمولد السيد البدوي 2025، جزءًا للحديث عن فقيد التصوف الإسلامي الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ورئيس الجامعة الأسبق الذي وافته المنية قبل أيام. 

وتخلل فعاليات احتفالات الطريقة الرفاعية أمس واليوم، تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، وتواشيح وابتهالات دينية في مدح النبي وآل بيته الأطهار، وسط أجواء من الخشوع والمحبة والصفاء، عكست عمق الارتباط الروحي بين أبناء الطريقة الرفاعية وسائر الطرق الصوفية التي تجتمع على حب الله ورسوله وأوليائه الصالحين.

الدعاء عند قبور الصالحين وفضله

 

أكّدت دار الإفتاء  أن الدعاء عند قبور الصالحين والأولياء جائزٌ شرعًا، وهو من المواطن المُباركة التي يُرجى فيها قبول الدعاء واستجابته، مشيرةً إلى أن الأمر لا علاقة له بالتوسل بالمقبورين أو طلب الدعاء منهم، وإنما هو دعاء خالص لله تعالى يُرجى فيه الخير والبركة بسبب شرف المكان وفضل من دُفن فيه.

وأوضحت الدار أن قبور أولياء الله الصالحين من المواطن التي تتنزل فيها الرحمات والبركات، مستشهدةً بما ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ أنه قال: «القبرُ إما روضةٌ من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار»، وهو ما رواه الترمذي والطبراني وغيرهما، مما يدل على أن قبور أهل الجنة مواضع طاهرة مباركة يُرجى فيها الخير.

وأضافت دار الإفتاء أن العلماء عبر العصور اعتبروا زيارة قبور الصالحين والدعاء عندها من أعمال أهل السنة والجماعة، وذكروا أن هذه المواضع تتصف بالبركة، ويعود أثر هذه البركة على الزائر والداعي. فقد رُوي عن الإمام أحمد بن حنبل قوله: "قبور العباد من أهل السنة روضة من رياض الجنة"، كما ذكر الحافظ أبو موسى المديني.

وفي السياق ذاته، نقلت الدار عن عدد من كبار العلماء والمحدثين ما يدل على تعظيمهم لهذه المواطن، ومنهم الإمام ابن خزيمة، إمام أهل الحديث، الذي عُرف بتعظيمه وتضرعه عند قبر الإمام علي بن موسى الرضا في طوس، بحسب ما رواه الحاكم النيسابوري في "تاريخ نيسابور".

كما أوردت دار الإفتاء ما ذكره الإمام الشوكاني في "تحفة الذاكرين"، من أن الدعاء في المواضع المباركة أقرب للإجابة، بسبب ما تتصف به هذه البقاع من شرف واختصاص، مستندًا إلى الحديث: «هُمُ القوم لا يشقى بهم جليسهم»، وهو ما فسّره العلماء بأن البركة تعمّ الجالسين في هذه المواطن المباركة.

وذكرت الدار أيضًا ما رواه الخطيب البغدادي عن الإمام إبراهيم الحربي من قوله: "قبر معروف الكرخي الترياق المجرب", في إشارة إلى ما شهده بنفسه من تفريج الكروب عن المهمومين ممن قصدوا هذا القبر الشريف ودعوا الله عنده، فضلًا عن ما حكاه الإمام ابن حبان عن تجاربه الشخصية في الدعاء عند قبر الإمام الرضا، وكيف أن الله استجاب دعاءه مرات عديدة.

ونقلت الدار أيضًا عن علماء الحنابلة والمحدثين، مثل عبد الغني المقدسي، أن الدعاء عند قبور الصالحين كان من الممارسات المعروفة والمجرَّبة عند العلماء، دون أن يُفهم منها الغلو أو الشرك، بل تُفهم في إطارها المشروع من التوسل بالمكان المبارك والدعاء لله وحده.

تم نسخ الرابط