محلل سياسي: إسرائيل دأبت على استخدام المساعدات وسيلة للضغط على سكان غزة

قال الدكتور نزار نزال، الباحث والمحلل السياسي، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في بدايته كان ينص على دخول 400 شاحنة يوميًا، لكن مصر رفعت العدد إلى 600 شاحنة باعتبارها خطوة أولى تهدف إلى مضاعفة الكميات.
إسرائيل لا تستطيع التحرك إلا بإرادة أمريكية
وأشار إلى أن إسرائيل تاريخياً تستخدم المعابر والمساعدات كوسيلة ضغط على سكان قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، ونوه بأن إسرائيل لا تستطيع التحرك إلا بإرادة أمريكية، مؤكداً أن الاحتلال لا يرغب في الالتزام برؤية إدارة ترامب.
وأضاف أن الجانب الإسرائيلي يتخذ المساعدات كوسيلة ضغط لإيجاد بيئة طاردة للفلسطينيين في غزة، وأكد أن إسرائيل تضع قطاع غزة في رأس أولوياتها كتهديد استراتيجي، ولذلك لن تسمح بتبريد هذه الجبهة.
وتابع الدكتور نزار: "لم تجف الحبر بعد على الاتفاق الدولي في شرم الشيخ حتى هاجمت إسرائيل غزة وخان يونس، مما أدى إلى استشهاد ستة أشخاص خلال أقل من 16 ساعة في المنطقة المفترض انسحاب القوات منها.
وأوضح أن إسرائيل تحاول نسخ نموذج لبنان على قطاع غزة، محذراً من تداعيات هذا التصرف، ومؤكدا أن رؤية الرئيس ترامب تفتقر للبعد السياسي الحقيقي، وأن غياب هذا البعد يجعل أي اتفاق هش وغير قابل للتنفيذ، مشيراً إلى أن الحل السياسي المرتبط بحل الدولتين هو الحل الوحيد المستدام.
إسرائيل هي الطرف المسؤول عن هذا الإغلاق
وأشار إلى قضية إغلاق المعابر، موضحاً أن إسرائيل هي الطرف المسؤول عن هذا الإغلاق، رغم تصريحات إسرائيل التي حاولت تحميل حماس مسؤولية التأخير، وأضاف أن إسرائيل ترفض الالتزام ببنود الاتفاق حتى الآن.
ونوه بأن تسليم الجثث الفلسطينية من قبل حماس يواجه تحديات لوجستية كبيرة، حيث إن العديد من الجثث موجودة تحت الأنقاض وفي الأنفاق، مما يصعب إعادة تسليمها كاملة.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، بدلاً من إدانة خروقات إسرائيل، اتخذت موقفاً هجومياً تجاه حماس، حيث هدد الرئيس ترامب بفتح جهنم على الحركة إذا لم تلتزم ببنود الاتفاق، مضيفاً أن إسرائيل تستمد قوتها من الدعم الأمريكي.
هناك تحضيرات أمريكية للتعامل مع حماس على المستوى الدولي
وأضاف أن هناك تحضيرات أمريكية للتعامل مع حماس على المستوى الدولي، حيث يتم الاتفاق على وجود قوات من دول مثل إندونيسيا وتركيا وقطر، إلى جانب وجود 200 جندي أمريكي بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية، بهدف إخراج إسرائيل من عزلة سياسية.
وتابع أن الهدف الأمريكي هو منع انتقال موجة الاحتجاجات إلى الولايات المتحدة، وإبقاء إسرائيل محمية من العقوبات الدولية، مشيراً إلى تسليم جثث فلسطينية في ظروف مهينة، مما يعكس طبيعة الموقف الإسرائيلي.
وأشار إلى أن إسرائيل غيّرت شكل الصراع والحرب، لكنها لا تزال تعتمد على الحل العسكري فقط، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية تفتقر إلى رؤية سياسية حقيقية وتعتمد على القوة العسكرية.