عاجل

مصر تُحيي كنوزها.. سور الأزبكية قصة تطوير تبهر عشاق الكتاب

سور الأزبكية
سور الأزبكية

لطالما كان "سور الأزبكية" في القاهرة، علامة ثقافية فارقة أو"قبلة الغني والفقير" كما يطلق عليه البائعين هناك وذلك للباحثين عن المعرفة ونوادر الكتب، فهو السوق الأقدم والأشهر للكتب المستعملة والنادرة في مصر.

ومؤخرًا، شهدت هذه المنطقة الثقافية التاريخية قفزة نوعية بتنفيذ مشروع تطوير شامل، يعد بتحويل سوق الأزبكية من بيئة عشوائية مكتظة إلى مركز حضاري وثقافي نابض بالحياة، يعيد للكتاب مكانته وللتراث رونقه.

من العشوائية إلى التصميم الحضاري:

حيث جاء مشروع تطوير سور الأزبكية ضمن خطة طموحة لإحياء القاهرة الخديوية، وقد شملت أعمال التطوير إعادة إنشاء مكتبات السور ونقلها إلى موقع جديد ومنظم بمدخل حديقة الأزبكية، التي خضعت بدورها لعمليات تطوير مكثفة. وقد تم تصميم المكتبات الجديدة، التي يبلغ عددها حوالي 133 مكتبة، بطابع معماري تراثي يتناسب مع تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى تزويدها بوسائل الحماية المدنية والتنظيم الذي يسهل حركة القراء والباحثين.

ويأمل المثقفون أن يسهم هذا التنظيم في الحفاظ على التراث و توفير حماية أفضل للكتب النادرة من التلف والسرقة والظروف الجوية، مما يزيد من عمرها الافتراضي وقيمتها الثقافية، بالإضافة إلى جذب الجمهور بشكل أوسع فالشكل الحضاري للمكان والموقع الجديد المربوط بحديقة الأزبكية ومحطة المترو القريبة مما يجعله أكثر جاذبية للزوار.

كما أكد المسؤولين على أن الهدف من المشروع هو خلق بؤرة ثقافية تربط الماضي بالحاضر، وأن السور سيظل محتفظاً بهويته.

سور الأزبكية
سور الأزبكية
سور الأزبكية
سور الأزبكية
سور الأزبكية
سور الأزبكية
سور الأزبكية
سور الأزبكية

وفي سياق متصل، قال المهندس يامن وحيد يحيى، عضو لجنة الدعم الفني بوزارة الإسكان، إن مشروع تطوير سور الأزبكية ارتكز بشكل أساسي على الحفاظ على القيمة الثقافية والتاريخية لسوق الأزبكية، الذي لطالما كان وجهة للمثقفين ومحبي الكتب منذ عقود طويلة، موضحًا: «كنا مركزين جدًا على الإرث الثقافي والتاريخي لسوق الأزبكية، وأخدنا ده في الاعتبار في تصميم وتوزيع الأكشاك، بحيث نحافظ عليها ونحميها من الإزالة أو التلف».

اختيار تصميمات الأكشاك

وأشار يحيى، خلال تقرير نشره برنامج «هذا الصباح» المذاع على قناة إكسترا نيوز، إلى اختيار تصميمات الأكشاك بما يتماشى مع الحقبة التاريخية الخديوية التي تنتمي لها المنطقة، قائلًا: «اختيار شكل الكشك كان مرتبط بالطراز المعماري للقاهرة الخديوية، وعشان كده استخدمنا الخشب وعملنا له عزل داخلي علشان نقلل من الحرارة».

خطط مستدامة للصيانة والسلامة

ولضمان استدامة المشروع، أشار إلى أن السوق مزود بأنظمة حماية متقدمة تشمل: «طلاء مقاوم للحرائق، وأجهزة إطفاء، وطلمبات مياه، ولوحات كهربائية مستقلة لكل كشك، وكاميرات مراقبة، بالإضافة إلى ممرات واسعة لحالات الطوارئ»، قائلا: «كل التفاصيل دي معمولة عشان نضمن سلامة المكان وراحة الناس، سواء الزوار أو البائعين».

تم نسخ الرابط