عاجل

باحث صوفي : من نبي الله يوسف إلى "البدوي".. توارث الأولياء عفة الأنبياء|خاص

مصطفى زايد
مصطفى زايد

قال الباحث في التصوف الإسلامي مصطفى زايد ,إن التاريخ الديني والروحي في مصر زاخر بمواقف تتجلى فيها أنوار الطهر والنقاء، مؤكداً أن ما حدث مع النبي يوسف عليه السلام يتكرر في صور مختلفة على مرّ العصور، وأن من بين تلك الصور

تكرار الموقف

تابع زايد: ما جرى مع الولي الكبير السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، حين انكسرت امرأة أمامه كما انكسرت امرأة العزيز أمام صفاء يوسف.

وقال زايد في تصريح خاص لنيوز رووم ,أن الزمن يعيد درسه الأبدي، ليؤكد أن العفة ليست حدثاً تاريخياً، بل مقامٌ إلهيّ متجدد، يظهر في أولياء الله كما ظهر في أنبيائه"، مشيراً إلى أن المصريين ورثوا هذا المعنى في حبهم للأولياء واعتقادهم في كراماتهم، لأنهم يجدون في سيرهم تكراراً لمعاني النبوة في صورٍ إنسانية راقية.

 الصراع الأزلي بين الجسد والروح

وأوضح الباحث الصوفي أن قصة يوسف عليه السلام تحمل جوهر الصراع الأزلي بين الجسد والروح، فحين غلقت امرأة العزيز الأبواب، ظنت أنها تملك زمام الموقف، غير أن يوسف بعصمته ردّها بكلمة واحدة خالدة: "معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون", تلك الكلمة ـ كانت بمثابة السيف الذي قطع خيوط الهوى، وأثبت أن الطهر أقوى من الإغراء، وأن النور لا يُغلب.

تابع زايد : "بعد قرون أعاد الله المشهد في أرض مصر نفسها، ولكن في ثوبٍ جديد، عندما جلست امرأة من علية القوم أمام السيد أحمد البدوي في خلوته بطنطا. كانت قد جاءت تختبره، فتهيأت بأبهى زينتها، لكنها ما إن رأت وجهه النوراني حتى انهارت قواها وسقطت مغشياً عليها. خرجت من خلوته تصيح باكية: هذا ليس بشراً، هذا نور من الله!".

مصادر موثقة

وأشارالباحث الصوفي إلى أن هذه الواقعة التي وردت في عددٍ من المصادر الصوفية منها الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني، وجواهر المناقب للبكري، والأنوار القدسية لأبي المواهب الشاذلي، رسّخت في الوجدان الشعبي المصري صورة الوليّ الذي يسير على نهج الأنبياء، ويتعامل مع الفتنة بالسكينة والنور لا بالجدال أو العنف.

وقال زايد إن : أهل طنطا ما زالوا يرددون حتى اليوم أن امرأة العزيز انهزمت مرتين؛ الأولى أمام نبي الله يوسف، والثانية أمام وليّ الله أحمد البدوي"، مؤكداً أن هذا الربط بين المقامين يعكس إيمان المصريين بأن الولاية استمرارٌ للنبوة في تجلي الأخلاق، وأن النقاء لا ينقطع ما دامت في الأرض قلوب عامرة بذكر الله.

تم نسخ الرابط