عاجل

خالد الجندي: «النازعات» وصف مهيب وتصوير قرآني لأهوال القيامة |فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن سورة النازعات تقدم وصفًا عظيمًا ومهيبًا لأحداث يوم القيامة، حيث تسلط الضوء على مشاهد الرعب والخوف الذي يصيب القلوب، كما تبرز دور الملائكة في قبض الأرواح وتدبير بعض أمور العباد بأمر الله.

وخلال حلقة برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة DMC، أوضح الجندي أن هذه السورة تحمل معاني عميقة تدعو إلى التأمل والاستعداد لهذا اليوم العظيم.

الملائكة ودورها

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الله استهل السورة بقسم بعدد من أصناف الملائكة، حيث قال تعالى:"وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ۝ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ۝ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ۝ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ۝ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا" (النازعات: 1-5).

وأوضح أن هذه الآيات تصف عدة أنواع من الملائكة، وهم: "النَّازِعَاتِ غَرْقًا": الملائكة التي تنزع أرواح الكافرين بعنف وعذاب شديد؛ "النَّاشِطَاتِ نَشْطًا": الملائكة التي تسحب أرواح المؤمنين برفق وسهولة، دون ألم أو معاناة؛ "السَّابِحَاتِ سَبْحًا": الملائكة التي تسبح في السماء في انتظار أوامر الله؛ "السَّابِقَاتِ سَبْقًا": الملائكة التي تسرع في تنفيذ أوامر الله بلا تردد؛ "المُدَبِّرَاتِ أَمْرًا": الملائكة الموكلون بتدبير شؤون العباد، مثل الأرزاق والموت والحياة، بأمر الله وحده.

اختلاف العلماء

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن هناك تباينًا في آراء المفسرين حول هذه الآيات، إذ يرى جمهور العلماء أنها تتحدث عن الملائكة، بينما ذهب بعض المفسرين إلى تأويلات أخرى، منها أنها قد تشير إلى النجوم أو حتى المجاهدين في سبيل الله. مؤكدا أن التدبير الحقيقي للأمور بيد الله وحده، ولكن الملائكة تعمل كأسباب لتنفيذ أوامره وفق مشيئته.

 

أهوال يوم القيامة

وانتقل الجندي إلى الحديث عن مشاهد الرعب والهول العظيم يوم القيامة، حيث يقول الله تعالى:"قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ۝ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ" (النازعات: 6-7).

وأشار إلى أن "واجفة" تعني قلوبًا خائفة مذعورة من شدة أهوال ذلك اليوم، أما "أبصارها خاشعة"، فتعني أن الناس سيكونون في حالة من الذل والانكسار أمام عظمة الله وجبروته.

أرض المحشر

كما تناول الشيخ خالد الجندي تفسير قوله تعالى:"فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ" (النازعات: 14).

موضحا أن "الساهرة" تعني أرض المحشر، أي الأرض المنبسطة التي سيجمع عليها البشر جميعًا للحساب، دون أي جبال أو تلال أو عوائق، في مشهد مهيب لا مثيل له.

وأكد أن المشاهد المهيبة التي تصفها سورة النازعات يجب أن تجعل الإنسان يتأمل في مصيره، ويتذكر أن هذا اليوم آتٍ لا محالة، مما يدفعه للاستعداد له بالأعمال الصالحة والتوبة الصادقة، حتى يكون من الفائزين برحمة الله في ذلك اليوم العظيم.

تم نسخ الرابط