عاجل

الدراويش أهل ذكر ومحبة.. الشيخ كرم فراج: الأصل في أحوالهم حملها على الأحسن

الدراويش
الدراويش

قال الشيخ كرم فراج، شيخ مسجد السيدة سكينة رضي الله عنها، إن التجمعات الروحية كمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي تمثّل جزءًا أصيلًا من ذاكرة الوعي المجتمعي والوجدان الشعبي والتراث الصوفي في مصر والعالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن تلك المظاهر الروحية المتوارثة تعكس عمق الإيمان الشعبي وحب الأولياء والصالحين.

الشيخ كرم فراج: الأصل في أحوالهم حملها على أحسن المحامل

وأضاف الشيخ كرم فراج، أن أحوال الدراويش والمجاذيب في حلقات الذكر هي من شؤون القلوب التي لا يطلع على حقيقتها إلا الله، موضحًا أن ما يظهر عليهم من تصرفات في حال الذكر أو الفكر يُعرف عند أهل التصوف بـ"الحال"، وهو أمر يختص بصاحبه ويصعب على غيره إدراكه أو تفسيره، لأنه في جوهره انفعال روحي ناتج عن شدة الوجد أو غلبة الذكر أو انصراف القلب إلى الله تعالى.

وأكد أن هذه الأحوال ليست محل إنكار ما دامت في إطار الذكر والتوحيد، مشيرًا إلى أن العبرة بالتوجه والنية، وأن الأصل في الظواهر حملها على أحسن المحامل، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، موضحًا أن هذا الحديث يُعد قاعدة كبرى في أدب النفس وضبط التعامل مع الناس، إذ يدعو المسلم إلى ترك تتبع أحوال الآخرين والانشغال بإصلاح نفسه أولًا.

وتابع شيخ مسجد السيدة سكينة رضي الله عنها : ليس لأحد أن ينصب نفسه وصيًا على قلوب الناس ولا على أحوالهم، ما دام توجههم إلى الله، فالله وحده هو الذي يعلم السر وأخفى، وهو الذي يحاسب العباد على نياتهم لا على ظواهرهم.”

وشدد الشيخ كرم فراج على أن ما يُرصد أحيانًا من زلات أو تصرفات غير مألوفة لبعض الدراويش لا ينبغي أن يكون ذريعة للتطاول أو السخرية منهم، أو لنسب العصمة إلى غير الأنبياء، فكل إنسان معرّض للخطأ والنقص، قائلًا: "من منا بلا ذنوب؟ ومن منا بلا خطايا؟"، داعيًا إلى غضّ الطرف عن العيوب ما لم يترتب عليها ضرر عام، كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم..." الحديث.

وأوضح أن هناك فرقًا بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية — كأن يكون المنكر ظاهرًا ومعلومًا دون تجسس، ويكون النصح بالرفق والحكمة — وبين التدخل الفضولي وتتبع الشؤون الخاصة التي لا تضر المجتمع، مؤكدًا أن التصوف الحقيقي دعوة إلى الصفاء القلبي، والرفق بالخلق، وحسن الظن بالناس.

وأوضح شيخ مسجد السيدة سكينة إن الحكمة تقتضي أن نكف ألسنتنا عن الخوض في أحوال الدراويش والمجاذيب، وأن نوكل سرائرهم إلى الله، فلا نقتدي بهم في حالهم ولا ننكر عليهم ما دام ذكرهم لله خالصًا، بل نأخذ منهم صفاء القلوب وحب النبي وآل بيته، ولتنعم الأرواح في حضرة السيد البدوي بذكر الله، ولنتأدب جميعًا بأدب المحبة والشهود.”

تم نسخ الرابط