50 صحفيًا يغادرون البنتاجون رفضًا لقيود النشر الجديدة من وزارة الدفاع الأمريكي

أشعلت السياسات الإعلامية الجديدة التي فرضتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أزمة مفتوحة مع وسائل الإعلام الأمريكية، بعد أن فرضت قواعد اعتبرها الصحفيون تقييدًا غير مسبوق لحرية الصحافة، وتهميشًا لدورهم في تغطية الشؤون العسكرية.
عشرات الصحفيين يغادرون مبنى البنتاجون رفضًا لقيود النشر الجديدة
وغادر عشرات الصحفيين في مشهد غير مألوف، مبنى البنتاجون، اليوم الخميس، حاملين أغراضهم الشخصية ومعداتهم الصحفية، بعدما سلموا بطاقاتهم الرسمية احتجاجًا على السياسة الجديدة، التي تمنعهم من نشر أي معلومات سواء سرية أو غير سرية دون موافقة مسبقة من وزير الدفاع.
قرار رسمي.. ومهلة للطرد
وفي هذا السياق، حددت وزارة الدفاع الساعة الرابعة مساءً (بتوقيت الساحل الشرقي) كمهلة أخيرة أمام الصحفيين للتوقيع على الوثيقة الجديدة، أو مغادرة المبنى فورًا، وعند حلول الموعد، اصطف عشرات الصحفيين في الممرات وهم يحزمون صناديقهم ويحملون كراسيهم وكتبهم وصورهم، قبل أن يغادروا بشكل جماعي وسط صدمة واحتجاج.
وبعد الموعد مباشرة، غادر ما بين 40 و50 صحفيا المبنى معًا بعد تسليم بطاقاتهم الرسمية.
وفي هذا الإطار، وصفت نانسي يوسف، مراسلة مجلة ذا أتلانتيك منذ 2007، اللحظة بأنها "محزنة ومؤثرة"، لكنها قالت: "أنا فخورة بأننا، كهيئة صحفية، وقفنا صفًا واحدًا للدفاع عن استقلاليتنا".
البنتاجون يبرر.. والإعلام يرد
بينما وصفت وزارة الدفاع القواعد الجديدة بأنها منطقية وضرورية لحماية الأمن القومي، رأت المؤسسات الإعلامية الكبرى أن الأمر يتجاوز حدود السيطرة، ويهدف إلى تحويل الصحفيين إلى أدوات دعاية خاضعة للرقابة.
واعتبرت رابطة صحافة البنتاغون، التي تمثل 101 صحفي من 56 وسيلة إعلامية، أن الإجراءات تمثل "انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة".
ترامب يدعم.. ويهاجم الإعلام مجددًا
ولم يتأخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم وزير دفاعه، مؤكدًا أن الصحافة "تعطل السلام العالمي"، مضيفًا من البيت الأبيض: "وسائل الإعلام غير نزيهة للغاية، وأدعم الإجراءات الجديدة بالكامل".
ويأتي هذا الموقف في سياق تصعيد متكرر من ترامب ضد الإعلام، حيث خاض خلال العام الماضي نزاعات قانونية مع وسائل بارزة مثل نيويورك تايمز، وCBS News، وABC News، ووول ستريت جورنال، ووكالة أسوشييتد برس.

محللون: الصحافة تعامل كـ"تهديد أمني"
وعلق الجنرال المتقاعد والمحلل في شبكة فوكس نيوز، جاك كين، على الأزمة قائلاً: "ما يريدونه ببساطة هو تلقين الصحفيين ما يجب قوله، وهذا ليس صحافة حقيقية".
في المقابل، تضامنت مؤسسات إعلامية كبرى مثل فوكس نيوز، نيوزماكس، واشنطن بوست، أسوشييتد برس، ونيويورك تايمز، في موقف موحد يرفض الوثيقة ويؤكد الانسحاب الكامل من البنتاغون إلى حين التراجع عن السياسات الجديدة.