عمرو موسى: السلام غير ممكن في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة

قال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن السلام لن يكون متاحًا إذا استمرت حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة في الحكم، مشيرًا إلى أن الشعب الإسرائيلي إذا كان يرغب فعلاً في السلام، فعليه أن يدرك أن وجود هذه الحكومة يقف عائقًا أمام تحقيقه.
الضعف الفلسطيني والقسوة الإسرائيلية لا تخلق السلام
وأوضح عمرو موسى، خلال لقائه ببرنامج "يحدث في مصر" المذاع على قناة MBC مصر مع الإعلامي شريف عامر، أن الضعف الفلسطيني والقسوة الإسرائيلية الحالية لا تخلق معادلة ممكنة لتحقيق السلام، مؤكدًا أن هذه المعادلة تتطلب تغييرًا جوهريًا في المواقف.
وأشار عمرو موسى إلى أنه خلال زيارته للولايات المتحدة لاحظ تغير المزاج الأمريكي بسبب بشاعة الأحداث في قطاع غزة، مضيفًا: “إسرائيل دخلت في عزلة دولية نتيجة جرائمها في غزة، وهو ما ينعكس على موقفها السياسي عالميًا”.
ونوّه عمرو موسى إلى أن التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني يجب أن تُستثمر للانتقال إلى مراحل جديدة من القضية، مشددًا على ضرورة تحريك المياه الراكدة عبر استغلال الزخم الذي خلقته اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.
الوقت مناسب الآن لخطوات فعلية تعزز الأمل في مستقبل أفضل
وأكد عمرو موسى أنه من الضروري دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستغلال هذه الفرصة لتحقيق نتائج أكبر على صعيد السلام والحقوق الفلسطينية، موضحًا أن الوقت مناسب الآن لخطوات فعلية تعزز الأمل في مستقبل أفضل.
وتابع موسى: “الاتفاق الحالي على وقف النزيف في غزة يجب أن يكون نقطة انطلاق لحوار أوسع ومبادرات سلام أكثر جدية”، مشيرا إلى أن القمة العربية يمكنها تفويض مصر والسعودية والأردن لتمثيل الموقف العربي الموحد في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه الدول تمتلك الخبرة والقدرة السياسية اللازمة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية.
التأكيد على حل الدولتين مثّل ورقة ضغط دبلوماسية مهمة
وأوضح موسى، أن الموقف السعودي الأخير، وتحديدًا ما يتعلق بإعادة التأكيد على حل الدولتين، مثّل ورقة ضغط دبلوماسية مهمة على المستوى الدولي، وكان له تأثير إيجابي واضح في إعادة إحياء المسار السياسي المتعثر.
وأشار إلى أن موقف المملكة العربية السعودية في هذه المرحلة الدقيقة يعزز وحدة الصف العربي ويؤكد تمسكه بالثوابت الفلسطينية، معتبرًا أن التحرك العربي الموحد أصبح ضرورة وليس رفاهية في ظل التعقيدات الدولية والإقليمية.
نتنياهو غير قادر على تحقيق السلام
ونوه موسى إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير قادر على تحقيق السلام، لافتًا إلى أن السلام في العقلية الإسرائيلية الحالية، خاصة لدى الحكومة اليمينية المتطرفة، لا يعني سوى استسلام الطرف الآخر، وهو ما يتنافى مع أي مفهوم حقيقي للتسوية أو العدالة.
وأكد موسى أن التعامل مع هذه المرحلة يتطلب تحركًا عربيًا متوازنًا ومبادرًا، مشيرًا إلى أهمية بلورة رؤية عربية شاملة تحفظ الحقوق وتستثمر الزخم الدولي الداعم لوقف العنف وتحقيق تسوية سياسية عادلة.
وقال موسى، إن قمة السلام التي عُقدت في شرم الشيخ تمثل لحظة فارقة وخطيرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه خلال القمة أتاح عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، رغم الخراب، إلا أنها "الأرض التي نشأوا فيها"، حسب تعبيره.

الاتفاق الأخير تضمن عددًا من المكاسب المهمة
وأوضح موسى، أن الاتفاق الأخير تضمن عددًا من المكاسب المهمة، على رأسها انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وأشار إلى أن ما تشهده غزة حاليًا يُعد تطورًا إيجابيًا يُخفف من معاناة المدنيين الفلسطينيين، مؤكدًا أن تلك المعاناة الطويلة كانت واحدة من الأسباب الجوهرية التي أدت إلى اندلاع أحداث 7 أكتوبر، والتي لا يمكن فصلها عن سياق الضغط الإنساني والسياسي المتراكم.
خطة ترامب للسلام لم تكن تسوية نهائية كما رُوّج لها
ونوه موسى إلى أن ما يُعرف بخطة ترامب للسلام لم تكن تسوية نهائية كما رُوّج لها، وإنما كانت محاولة لإعادة ترتيب وضع مأساوي قائم بالفعل، دون تقديم حلول جذرية للصراع، مشيرًا إلى أن الأحداث أثبتت أن القضية الفلسطينية لا تزال حية، ولا يمكن تجاهلها أو تجاوزها.
وأكد الأمين العام الأسبق أن الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين كان حاسمًا، وترك تأثيرًا بالغًا على مجريات الأمور، وساهم في تعديل مواقف دولية تجاه ما يجري في غزة، مشددًا على أن دور مصر التاريخي لا يزال ثابتًا ومحوريًا في دعم القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها.