هالة سرحان تروي تفاصيل إنقاذ 7 دبلوماسيين أمريكان من الثورة الإيرانية

علقت الإعلامية هالة سرحان عن خطة الغرب وأمريكا للتعتيم الإعلامي على أماكن وأسماء العمليات والمشروعات الحربية والعسكرية، مستشهدة بفيلم "ARGO" الحائز على الأوسكار، والذي تناول عملية إنقاذ 7 دبلوماسيين أمريكيين خلال اندلاع الثورة الخمينية في إيران عام 1979.
هالة سرحان: الفيلم يعرض واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية تعقيدًا وغموضًا
وقالت هالة سرحان، في تغريدة عبر حسابها على منصة "إكس"، إن الفيلم يعرض واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية تعقيدًا وغموضًا، موضحة أن الجماهير الإيرانية كانت في حالة من الغضب العارم والفوضى والقتل باسم الدين، وكان استهداف الأمريكيين يمثل أولوية قصوى للثوار.
وأوضحت هالة سرحان أن المجموعة المستهدفة من الدبلوماسيين الأمريكيين اختبأت في منزل السفير الكندي، لتبدأ بعدها عملية مخابراتية حساساة لإنقاذهم، تمثلت في ادعاء أنهم فريق سينمائي كندي جاء لتصوير فيلم خيالي بعنوان "ARGO"، وضع خطته أحد خبراء المخابرات المتخصصين في إنقاذ الأمريكيين من مناطق النزاع.
وأضافت هالة سرحان أن الأزمة استمرت لعدة أشهر حتى تمكنت العملية من النجاح، مشيرة إلى أن الفيلم يجسد "معجزة النجاة من الغضب الثوري الذي اجتاح الشوارع الإيرانية".
وتابعت هالة سرحان: "عقب عودة الدبلوماسيين إلى وطنهم أبطالا، كرم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر مهندس العملية ومنفذها بأعلى وسام أمريكي، لكنه لم يعلن عن شخصيته أو تفاصيل العملية، مضيفة أن السلطات الأمريكية قررت منع الإفصاح عن أي تفاصيل أو تسليم الوسام رسميا إلا بعد مرور خمسين عاما على العملية حفاظا على السرية العسكرية.
واختتمت الإعلامية هالة سرحان حديثها قائلة إن هذه الواقعة تعكس إلى أي مدى تصل درجة الانضباط والحرص على أسرار الأمن القومي في الدول الكبرى، مؤكدة أن "هناك خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها حتى بعد مرور عقود على الحدث".
وعلى صعيد آخر يستعد الجيش الأمريكي لواحدة من أضخم عمليات إعادة الهيكلة الجوية منذ الحرب الباردة، مع خطط طموحة لتحويل النسبة الغالبة من أسطوله الجوي إلى طائرات غير مأهولة، في خطوة تعكس التحولات الجذرية في طبيعة الحروب الحديثة.
وفي تصريحات لموقع "بيزنس إنسايدر"، أكد كل من وزير الجيش دانيال دريسكول، والجنرال جيمس ريني، قائد قيادة مستقبل الجيش الأمريكي، أن النسبة الحالية للطائرات المأهولة تقارب 90%، مقابل 10% فقط للمسيرات، لكن هناك خطة لعكس هذه النسبة خلال السنوات القليلة المقبلة، بما يعكس واقع المعارك الحديثة.
ألف طائرة بدون طيار لكل فرقة قتالية
وأوضح الجنرال ريني أن الجيش يعتزم تزويد كل فرقة عسكرية بألف طائرة بدون طيار بحلول عام 2027، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ليست رمزية، بل تمثل محوراً أساسياً في التحول نحو التفوق العددي عبر الأنظمة غير المأهولة.
وأضاف أن هذا التوجه مدعوم بمذكرة "التحولات الاستراتيجية" التي أصدرها وزير الدفاع بيت هيغسث، والتي تتضمن أهدافاً محددة لإعادة هيكلة القوات وتقليص عدد من البرامج التقليدية، ومن المتوقع أن تصل تكلفة هذه التعديلات إلى 36 مليار دولار خلال خمس سنوات.
تخفيض المروحيات التقليدية.. والأباتشي أول الضحايا
تشمل خطة الجيش تقليص التشكيلات الجوية المأهولة، بما في ذلك وقف تشغيل بعض مروحيات الهجوم من طراز أباتشي AH-64D "دلتا"، بسبب ارتفاع تكاليف تشغيلها التي تصل إلى 10 آلاف دولار للساعة، أي ضعف تكلفة النسخة الأحدث AH-64E "إيكو".
وقال الوزير دريسكول إن الجيش بدأ فعليًا في مراجعة شاملة للمنظومات التي لم تعد متوافقة مع رؤية المستقبل، ويجري استبدالها بمنصات أكثر ملاءمة من حيث المرونة والتكلفة.
المسيّرات: خيار استراتيجي لا رجعة عنه
باتت الطائرات بدون طيار تمثل خيارًا استراتيجيًا، خاصة في تنفيذ المهام عالية الخطورة دون تعريض حياة الطيارين للخطر، كما أنها توفر قدرات استخباراتية وهجومية بتكلفة أقل.
ومع ذلك، يؤكد قادة الجيش أن الطائرات المأهولة لم تُستبعد بالكامل، إذ لا تزال بعض المروحيات تحظى بأهمية تكتيكية في عمليات مثل الإنزال خلف خطوط العدو، أو المهام المعقدة التي تتطلب قرارًا بشريًا مباشرًا.
الصين تفرض واقعًا جديدًا
تشكل وتيرة التحديث العسكري السريع في الصين أحد أبرز دوافع التحول الأمريكي، إذ ينظر البنتاغون إلى ما تسميه بـ"تحدي التسارع" الصيني على أنه تهديد حقيقي يستدعي استجابة غير تقليدية.
ولذا تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على تسريع برامج تطوير ونشر الطائرات بدون طيار، بدءًا من المسيّرات الصغيرة المحمولة يدويًا، إلى الطائرات القتالية ذات القدرات الاستراتيجية، مع إجراء اختبارات واسعة في مسارح عمليات محتملة مثل المحيطين الهندي والهادئ.
أوكرانيا.. مختبر واقعي للمستقبل
استفاد الجيش الأمريكي من دروس الحرب في أوكرانيا، حيث أظهرت الطائرات المسيّرة الصغيرة كفاءة عالية في بيئة معقدة تتضمن تشويشًا إلكترونيًا واسع النطاق، ورغم أن الظروف مختلفة، إلا أن الجيش الأمريكي يتعامل مع هذا الواقع كمؤشر لما قد يواجهه في النزاعات المقبلة.
وتسعى القيادة العسكرية إلى تعزيز التكامل بين المنظومات المأهولة وغير المأهولة، وتطوير تقنيات تجمع بين الذكاء الاصطناعي والاستجابة السريعة، ضمن مسعى شامل لإعادة تعريف هيكل القوة الجوية القتالية الأمريكية في السنوات القادمة.