باحث: روسيا يمكنها أن تلعب أدوارا إيجابية لدعم سوريا خلال الفترة المقبلة

قال فايز الأسمر، الباحث في الشأن الأمني السوري، إن موسكو ترغب في البقاء في القواعد العسكرية الروسية بسوريا، وعلى رأسها قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، لافتًا إلى أن التمركـز الروسي يشمل أيضاً مطار القامشلي ومناطق شرق الفرات، حيث تسجّل تواجداً روسيًا لا يلقى تغطية إعلامية واسعة.
القوات الروسية تجري دوريات مشتركة في شمال‑شرق سوريا
وأوضح الأسمر، خلال مداخلة عبر قناة الحدث، أن القوات الروسية تجري دوريات مشتركة في شمال‑شرق سوريا بالتعاون مع ميليشيات «قسد» في بعض المناطق، ما يعكس تموضعًا استراتيجيًا يقرب تواجد موسكو من القواعد الأمريكية في تلك المنطقة.
وأشار إلى أن الاتفاقيات المبرمة مع دمشق خصوصًا ما يعرف باتفاقيتي طرطوس وحميميم لمدة 50 عامًا اعتُبرت «شروطًا مجحفة» بحق السيادة والأراضي السورية، مؤكداً أن موسكو فرضت هذه البنود على النظام السوري مقابل الدعم السياسي والعسكري، بما في ذلك استخدام الفيتو في المحافل الدولية.
ملف القواعد سيشكل بندًا أساسياً في جولة المفاوضات الحالية
ونوه إلى أن ملف القواعد سيشكل بندًا أساسياً في جولة المفاوضات الحالية بين الرئيس أحمد الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفًا أن دمشق باتت تسعى إلى تفاهمات جديدة تضمن توازنًا في العلاقات الخارجية وعدم الاعتماد الحصري على محور واحد.
وأكد المصدر أن من شأن إعادة التوازن أن تفتح الباب أمام علاقات موازية مع دول شرق آسيا، مثل الصين، وأن يضع في الاعتبار مصالح دمشق بين الشرق والغرب، مشدّدًا على أن «الشرع يسعى لعدم وضع كل الأوراق في سلة واحدة».
وتابع قائلًا إن الجانب السوري يطالب بضمانات تقضي بعدم استخدام القاعدتين الروسيّتين لتهديد دول الجوار أو إثارة توترات إقليمية، وأضاف أن أي تفاهم مستقبلي يجب أن يراعي السيادة السورية ومصالح الأمن الإقليمي.
ملف التسليح وإعادة تأهيل القدرات العسكرية
كما لفت الأسمر إلى أن ملف التسليح وإعادة تأهيل القدرات العسكرية للجيش السوري سيكون أحد محاور البحث، مشيرًا إلى أن معظم عتاد الجيش السابق كان روسيًا وأن إعادة ترميم ما دمرته ضربات جوية إسرائيلية تتطلب دورًا روسيًا فعّالاً في التصليح والتزويد.
ونوّه أيضًا إلى أن موسكو يمكن أن تلعب دورًا متوازنًا في معالجة قضايا محلية حسّاسة، مثل ملف «قسد» في الشمال الشرقي ومشكلات الجنوب والسكان الدروز، مشددًا على أن روسيا تملك موقعًا دوليًا قد يساعد في تسهيل بعض الحلول السياسية والأمنية إذا ما وُضعت على أساس تفاهمي مع دمشق.