اللواء حابس: نتنياهو يراهن على الضغط العسكري لمواجهة حماس |فيديو

أكد اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، في تصريح خاص لقناة القاهرة الإخبارية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال مقتنعًا بأن الضغط العسكري المكثف هو السبيل الأمثل للتعامل مع حركة حماس في قطاع غزة.
وأوضح أن نتنياهو يواصل تبني استراتيجية قائمة على تكثيف العمليات العسكرية، سواء من خلال الضربات الجوية أو العمليات البرية المحدودة، بهدف إضعاف القدرات القتالية للحركة، وإجبارها على تقديم تنازلات سياسية.
وأشار الشروف إلى أن هذه المقاربة العسكرية تتجاهل تمامًا الأبعاد السياسية والاقتصادية للصراع، وتعتمد فقط على استخدام القوة كوسيلة رئيسية لتحقيق الأمن الإسرائيلي، رغم فشلها في تحقيق استقرار دائم أو وقف تصعيد العنف على المدى الطويل.
التصعيد العسكري وتأثيره
وأوضح الشروف أن استمرار إسرائيل في التصعيد العسكري داخل قطاع غزة يضع المنطقة بأكملها في حالة من التوتر الدائم، حيث يؤدي كل هجوم جديد إلى مزيد من التصعيد، سواء من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة أو من خلال ردود الفعل الدولية المتزايدة.
وأضاف أن هذا النهج يخلق بيئة غير مستقرة تمتد آثارها إلى دول الجوار، مما يثير مخاوف من احتمال توسع الصراع ليشمل ساحات أخرى، سواء في الضفة الغربية أو حتى على الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان.
استراتيجية الردع
وناقش اللواء الشروف فعالية سياسة "الردع" التي يروج لها نتنياهو كوسيلة لإضعاف حماس ومنعها من تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
وأكد أن هذه الاستراتيجية لم تحقق النتائج المرجوة، إذ أثبتت التجارب السابقة أن العمليات العسكرية، حتى وإن ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية لحماس، لم تمنع الحركة من إعادة بناء قدراتها العسكرية بسرعة، كما لم تقلل من شعبيتها بين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن استمرار العمليات العسكرية يؤدي إلى تأجيج الغضب الشعبي، مما يمنح الفصائل المسلحة مزيدًا من الزخم والدعم، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو على المستوى الإقليمي، حيث تُعتبر هذه الهجمات تأكيدًا على استمرار الاحتلال الإسرائيلي وسياسته القمعية.
الحلول البديلة
أكد مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن الحلول العسكرية وحدها لن تكون كافية لتحقيق الأمن والاستقرار، مشددًا على ضرورة تبني مقاربة سياسية واقتصادية أكثر شمولًا.
وأوضح أن أي محاولة لإضعاف حماس يجب أن تشمل تحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة، وفتح قنوات دبلوماسية للحوار، عوضا عن الاعتماد الحصري على الحلول العسكرية التي أثبتت فشلها بشكل متكرر.
وأضاف أن الضغط الدولي قد يكون له دور في تغيير المعادلة، إذ إن تصاعد الانتقادات العالمية للسياسات الإسرائيلية قد يدفع تل أبيب إلى إعادة النظر في نهجها الحالي، خاصة مع تزايد الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان وتأثير الحصار المفروض على غزة.

رؤية نتنياهو
اختتم اللواء حابس الشروف حديثه بالإشارة إلى أن رؤية نتنياهو القائمة على "القوة العسكرية أولًا" قد تؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار، ما لم يتم تبني حلول سياسية أكثر توازنًا.
وأكد أن استمرار التصعيد دون معالجة جذور المشكلة سيؤدي إلى مزيد من التوتر والانفجارات الدورية للصراع، مما يضع المنطقة بأكملها أمام مستقبل غامض مليء بالمخاطر الأمنية والسياسية.