عاجل

أستاذ اقتصاد سياسي: ترامب لا يؤمن بعالم متعدد الأقطاب (فيديو)

ترامب والعالم
ترامب والعالم

أكدت الدكتورة زينة منصور، أستاذ الاقتصاد السياسي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطالما اتبع نهجًا متشددًا تجاه المؤسسات الدولية، ملوحًا مرارًا بإمكانية انسحاب الولايات المتحدة من عدة منظمات عالمية، فيما تشير إلى أن مواقفه تعكس رؤية أحادية تضع المصالح الأمريكية في المقدمة، حتى لو كان ذلك على حساب التعاون الدولي.

وتوضح منصور، أن ترامب خلال ولايته الرئاسية (2017-2021) انسحب فعليًا من عدد من الاتفاقيات والمنظمات، مثل اتفاقية باريس للمناخ، ومنظمة الصحة العالمية، وهدد بمغادرة منظمة التجارة العالمية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويأتي هذا التوجه نتيجة اعتقاده بأن هذه المنظمات تفرض قيودًا غير عادلة على الولايات المتحدة أو تستغل مواردها دون مقابل يوازي مساهماتها.

عالم متعدد الأقطاب

وتؤكد منصور، أن ترامب لا يؤمن بوجود عالم متعدد الأقطاب، بل يسعى إلى فرض الهيمنة الأمريكية منفردة، فخطاباته السياسية وأفعاله خلال رئاسته تعكس توجهًا قائمًا على مبدأ "أمريكا أولًا"، وهو ما يعني تقليص الالتزامات الأمريكية تجاه العالم والتركيز على المصالح الداخلية، مضيفة أن هذا التوجه يتناقض مع التحولات العالمية التي تشهد صعود قوى أخرى، مثل الصين وروسيا، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها ومنافسة الهيمنة الأمريكية. 

وترى أن رفض ترامب الاعتراف بهذا الواقع، جعله يتبنى سياسات صدامية مع دول كبرى، مما أدى إلى تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية، خاصة مع الصين التي دخل معها في حرب تجارية أثرت على الاقتصاد العالمي.

التداعيات المحتملة الأمريكية

وتشير زينة منصور، إلى أن مواقف ترامب تجاه المؤسسات الدولية قد تؤثر على مستقبل السياسة الأمريكية، خاصة إذا تمكن من العودة إلى السلطة في الانتخابات المقبلة، فمن المحتمل أن يشهد العالم مزيدًا من الانسحابات الأمريكية من المنظمات الدولية، ما قد يؤدي إلى إضعافها وإعادة تشكيل النظام العالمي بطريقة قد لا تكون في صالح الولايات المتحدة نفسها.

وترى أن استمرار هذا النهج قد يدفع الدول الأخرى إلى البحث عن بدائل جديدة، مثل تعزيز التعاون بين الدول الآسيوية والأوروبية بعيدًا عن النفوذ الأمريكي، كما قد يفتح المجال أمام الصين وروسيا لتعزيز دورهما في المؤسسات الدولية، مما يغير ميزان القوى العالمي.

الدور الأمريكي والعالم

وتوضح منصور، إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب كانت تقوم على رؤية فردية تسعى إلى تقليل الانخراط الأمريكي في الشؤون الدولية، لكن في عالم متغير، يصبح من الصعب على أي دولة أن تفرض هيمنتها المطلقة دون تعاون دولي، وفي ظل الصراعات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة، يبقى التساؤل مفتوحًا حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في هذا النهج إذا عاد ترامب إلى الحكم، أم أن الضغوط الداخلية والدولية ستفرض عليها تعديل استراتيجيتها للحفاظ على دورها كقوة عالمية رائدة.

تم نسخ الرابط