عاجل

محمد البرعي.. 19 عامًا بخدمة مجلس مدينة بدمياط بلا ترقية ولا علاج

صورة محمد البرعي
صورة محمد البرعي

يعيش محمد البرعي، الموظف بمجلس مدينة الزرقا بمحافظة دمياط، حالة من الإحباط والإنهاك بعد رحلة عمل امتدت لما يقرب من تسعة عشر عامًا داخل أروقة المجلس دون أن يحصل على أي ترقية أو تقدير رسمي يوازي سنوات خدمته الطويلة. 

فمنذ التحاقه بالعمل عام 2006، وهو يؤدي مهامه بإخلاص والتزام تام، إلا أن اسمه لم يُدرج في أي من كشوف الترقيات، رغم استيفائه لجميع الشروط القانونية والإدارية المطلوبة.

ويقول البرعي إن مسيرته المهنية كانت مليئة بالعطاء، فقد شارك في تنفيذ العديد من المشروعات الخدمية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وكان حريصًا على أداء عمله في المواعيد المحددة، ولم يتغيب إلا لأسباب صحية قهرية.

 ومع ذلك، فوجئ على مدار السنوات الماضية بترقية زملاء التحقوا بالعمل بعده، بينما ظل هو في مكانه الوظيفي دون تفسير واضح أو سبب معلن من الجهات المختصة.

ويضيف أنه تقدم بعدة شكاوى إلى إدارة شؤون العاملين وإلى رئاسة مجلس المدينة، كما خاطب المديرية والوزارة أكثر من مرة، لكنه لم يتلق سوى وعود متكررة بالنظر في الموضوع ودراسته، دون أن يُتخذ أي إجراء فعلي يعيد إليه حقه المهني. 

ويؤكد أن هذا الوضع تسبب له في إحباط نفسي وشعور بالظلم، خصوصًا بعد أن تجاوزت مدة خدمته الحدود القانونية التي تستوجب النظر في ترقيته تلقائيًا.

ولم تتوقف معاناة البرعي عند هذا الحد، إذ يواجه مشكلات صحية خطيرة تمثلت في أمراض مزمنة منها الكبد والنقرس ومشكلات في القلب، وهي أمراض تستلزم متابعة طبية مستمرة وتوفير أدوية باهظة الثمن.

 إلا أن التأمين الصحي ـ حسب قوله ـ لم يوفر له العلاج اللازم منذ أكثر من عام، مما اضطره إلى شراء الدواء على نفقته الخاصة، في وقت لا يتجاوز فيه مرتبه حدود الكفاف، وهو ما يضعه أمام أزمة مالية وصحية متفاقمة.

ويؤكد البرعي أنه لم يعد قادرًا على تحمل تكاليف العلاج اليومية، خاصة بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وأنه يعتمد أحيانًا على دعم زملائه أو أقاربه لتدبير ثمن الأدوية الشهرية.

 كما أشار إلى أن محاولاته للتواصل مع مسؤولي التأمين الصحي في دمياط لم تسفر عن نتيجة، رغم تقديمه كل التقارير الطبية اللازمة التي تثبت حاجته للعلاج الدوري.

من جانبهم، أعرب عدد من زملائه في مجلس المدينة عن تضامنهم الكامل معه، مؤكدين أنه مثال للموظف المخلص الذي لم يتقاعس يومًا عن أداء واجبه رغم ظروفه الصحية الصعبة.

 وطالبوا مسؤولي محافظة دمياط ووزارة التنمية المحلية بالنظر في حالته باعتبارها حالة إنسانية تستحق الدعم والتقدير، خاصة وأن سنوات خدمته الطويلة تؤهله للترقية والاستفادة من حقوقه التأمينية كاملة.

ويأمل محمد البرعي في أن تجد صرخته صدى لدى المسؤولين، وأن يُعاد النظر في ملف ترقيته وعلاجه، تقديرًا لسنوات من الجهد والالتزام في خدمة المواطنين بمجلس مدينة الزرقا، ولتكون قضيته نموذجًا لضرورة تحقيق العدالة الوظيفية والرعاية الصحية لجميع العاملين في الجهاز الإداري للدولة.

تم نسخ الرابط