ما معنى قوله تعالى: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين}.. وما هو اليقين؟

ما معنى قوله تعالى: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين}؟، سؤال نوضحه في السطور التالية.
ما معنى قوله تعالى: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين}؟
قال الله تعالى:{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ• فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وكُن مِنَ السَّاجِدِينَ• واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِيْنُ}[الحجر: آية ٩٧-٩٨- ٩٩]، أي وإنا لنعلم يا محمد أنك يحصل لك من أذاهم لك ضيق صدر وانقباض، فلا يهيدنك، أي فلا يُفْزِعَكَ ذلك ولا يثنينك عن إبلاغك رسالته، وتوكل عليه فإنه كافيك وناصرك عليهم، فاشتغل بذكر الله وتحميده وتسبيحه وعبادته التي هي الصلاة، ولهذا قال:{فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين}.
يقول الدكتور جمال الأكشة عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: جاء في الحديث الذي روي عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" إنَّ اللهَ يقولُ: يا ابنَ آدمَ اكفْني أوَّلَ النَّهارِ أربعَ ركعاتٍ ، أكْفِكَ بهنَّ آخرَ يَومِكَ".
وتابع: في هذا الحديثِ يُنبِّئُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عنِ اللهِ عزَّ وجلَّ أنَّه قال: "ابنَ آدمَ ، اكفني أوَّلَ النَّهارِ"، أي: صلِّ مُخلِصًا لي "أربعَ رَكعاتٍ" مِنْ أوَّلِ النَّهارِ"، قيلَ: صلاةُ الضُّحَى، وقيلَ: صلاةُ الفجرِ ؛ سُنَّتُه وفرْضُه ، "أكْفِكَ بهنَّ آخِرَ يَومِكَ" ، أي: أدفَعْ عنْكَ وأُرِحْكَ مِنْ هُمومِك وأمورِك الَّتي تُقلِقُك ، وقيلَ: مِنَ الذُّنوبِ والآفاتِ إلى آخِرِ النَّهارِ.
ولهذا روي عن حذيفةَ بن اليمان - رضي الله عنه - أنه قالَ:" كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا حزبَهُ أمرٌ صلَّى".
وفي هذا الحديثِ يقولُ حذيفةُ رَضِي اللهُ عنه: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم إذا حزَبَه أمرٌ صلَّى"، أي: إذا أحزَنَه أمرٌ أو أصابه بالهمِّ ، لجَأ إلى الصَّلاةِ، سواءٌ كانتْ فرضًا أو نافلةً ؛ لأنَّ في الصَّلاة راحةً وقُرَّةَ عينٍ له ، وهذا مِصداقُ قولِه تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤٥] ، وهذا مِن تعليمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم لأمَّتِه ، فإنَّه يُعلِّمُنا حُسْنَ التَّوكُّلِ على اللهِ واللُّجوءَ إليه في كلِّ الأمورِ.
وقوله تعالى:{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} قال البخاري:قال سالم بن عبدالله بن عمر: اليقين هو الموت.
وهكذا قال مجاهد والحسن وقتادة وغيرهم ، والدليل على ذلك قوله تعالى إخباراً عن أهل النار أنهم {قالوا لم نك من المصلين• و لم نك نطعم المسكين• وكنا نخوض مع الخائضين • وكنا نكذب بيوم الدين • حتى أتانا اليقين}[المدثر: من االآية ٤٣: ٤٧].
واختتم: معنى {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}: أي لا تفارق العبادة حتى تموت ، والمراد استمرار العبادة مدَّة حياتِه صلى الله عليه وسلم.