دموع وحنين وحرية.. لحظات لا تنسى بين الأسرى وذويهم| فيديوهات

انطلقت صباح يوم الإثنين، حافلات تقل الأسرى الفلسطينيين من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، تنفيذًا للمرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، ضمن خطة وقف إطلاق النار في غزة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
رافقت العملية إجراءات أمنية مشددة، حيث استخدمت قوات الاحتلال قنابل الدخان في محيط سجن "عوفر" لتأمين عملية النقل.
عناق الأسرى الفلسطينيين بعد سنوات من القيد
وصلت الحافلات إلى بلدة بيتونيا غرب رام الله، محملة بوجع السنين والانتظار، وتوقفت أمام جموع الأهالي الذين انتظروا هذه اللحظة لسنوات، فانفجرت مشاعر البكاء والفرح، وتعالت أصوات التكبير والزغاريد، بينما تدافع العائلات لمعانقة أبنائها العائدين من ظلام الزنازين إلى نور الحرية.

واختلطت لحظات العناق بالدموع، وتجسدت في وجوه الأسرى سنوات القهر والعزلة خلف القضبان، وأشرقت الوجوه رغم شحوبها، وبقيت نظرات الأمل متوهجة، في انتظار البقية من الأسرى الذين ما زالوا خلف الأسوار، يواصلون دفع ثمن حريتهم.
تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة الأسرى.. إسرائيل تفرج عن 1968 أسيرًا
أفرجت إسرائيل، وفقًا لبيانات مكتب إعلام الأسرى، عن 1968 أسيرًا فلسطينيًا ضمن هذه الصفقة، وشملت القائمة 250 أسيرًا من أصحاب الأحكام العالية والمؤبد، إلى جانب 1718 معتقلًا من قطاع غزة تم احتجازهم منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
جمعت سلطات الاحتلال الأسرى من عدة سجون مركزية، حيث نقل 88 أسيرًا من سجن "عوفر" قرب رام الله، و162 آخرين من سجن "كتسيعوت" في النقب، تمهيدًا لتسليمهم إلى وجهاتهم النهائية بإشراف لجنة ثلاثية تضم مصر وقطر والولايات المتحدة.
وخرج الأسرى بأجساد هزيلة أنهكها القيد والعذاب، وأرواح مثقلة بحكايات من القهر اليومي في الزنازين، حملوا على وجوههم آثار السنين، وعلى أجسادهم علامات الإهمال الطبي والتعذيب الممنهج، بعضهم فقد العشرات من الكيلوجرامات، وآخرون خرجوا بكسور وجروح لم تعالج، فيما بقي رفاقهم خلف القضبان يواصلون الصمود أو يرتقون شهداء بصمت.
روى المحررون مآسيهم بصوت مرتجف وذاكرة مثقلة، لكن نظراتهم المضيئة بالعزة والكرامة عبرت عن أكثر مما قيل، وقفت الأجساد المنهكة لتعلن انتصار الإرادة، وتثبت أن هذا الشعب، برغم الجراح، لا يعرف الاستسلام.
وثقت الكاميرات لحظات لا تنسى، مشاهد اختزلت سنوات من الحرمان بلحظة لقاء، لم تكن مجرد صفقة تبادل، بل شهادة على نضال شعب يولد من تحت الركام في كل مرة، ويستمر في كتابة قصته بدمه وصبره وكرامته.