عاجل

سياسية منذ الصغر ومتهمة بالإبادة .. من هي ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا

جورجا ميلوني، رئيسة
جورجا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا

نالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي لتميزها بتعابير الوجه أثناء جولاتها لزيارة الدول ولقاء زعماءها وقاداتها، وكذلك لقطات لغة جسدها التي أثارت السخرية والفكاهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي

كما أنها تواجه جورجا ميلوني اتهامات أمام المحكمة الجنائية الدولية بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بالتزامن مع حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر

وفي السطور التالية نستعرض تفاصيل مشوار جورجا ميلوني الحياتية والسياسية منذ مولدها، والتي تولت حكم إيطاليا في عام 2022، على النحو الآتي.

ميلوني وترامب أثناء قمة شرم الشيخ للسلام
ميلوني وترامب أثناء قمة شرم الشيخ للسلام

من هي جورجيا ميلوني؟

تعد جورجا ميلوني من مواليد العاصمة روما 15 يناير 1977، أي تبلغ من العمر 48 عامًا هي سياسية وصحفية إيطالية تشغل منصب رئيسة وزراء إيطاليا منذ 22 أكتوبر 2022، كما أنها عضو في مجلس النواب الإيطالي منذ عام 2006، ترأس ميلوني حزب “إخوة إيطاليا” منذ عام 2014، وحزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين منذ عام 2020.

وبدأت مسيرتها السياسية مبكرًا، حيث  انضمت في سن الخامسة عشرة إلى جبهة الشباب، وهي الذراع الشبابية للحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب يميني متطرف ذو جذور فاشية جديدة. 

وفي عام 1992 أصبحت الزعيمة الوطنية لحركة الطلاب الإيطاليين الممثلة لحزب التحالف الوطني المحافظ،  بين عامي 1998 و2002 شغلت مقعدًا في مجلس مقاطعة روما، ثم تولت رئاسة حركة الشباب التابعة للتحالف الوطني.

رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني
رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني

البدايات والتعليم

وينحدر والدها من جزيرة سردينيا ووالدتها من صقلية، حيث غادر والدها العائلة عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها ليستقر في جزر الكناري، ونشأت في حي غارباتيلا الشعبي في روما، وانخرطت في النشاط الطلابي والسياسي منذ مراهقتها.

في عام 1996 تخرجت من معهد أميريجو فسبوتشي وحصلت على شهادة الثانوية العامة في اللغات بتقدير ممتاز 60/60، إلا أن بعض وسائل الإعلام شككت لاحقًا في صحة نوع الشهادة، لأن المعهد متخصص في السياحة وليس في اللغات، خلال شبابها، عملت ميلوني كمربية ونادلة في أحد نوادي روما الليلية قبل أن تتفرغ للعمل السياسي.

ميلوني وزيرة الشباب في حكومة برلسكوني

في انتخابات 2006 فازت بمقعد في مجلس النواب الإيطالي عن حزب التحالف الوطني، لتصبح أصغر نائبة لرئيس المجلس في تاريخ إيطاليا،  وفي عام 2008 عينت وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلسكوني الرابعة، وكانت أصغر وزيرة في تاريخ البلاد.

كما دعت ميلوني الرياضيين الإيطاليين آنذاك إلى مقاطعة افتتاح أولمبياد بكين احتجاجًا على قمع الصين للتبت، وهو ما أثار انتقادات من برلسكوني ووزير خارجيته، كما أطلقت عام 2010 برنامج “الحق في المستقبل” بقيمة 300 مليون يورو لدعم الشباب والمشاريع الناشئة.

في عام 2012 انتقدت قيادة حزب شعب الحرية بعد دعمهم حكومة ماريو مونتي، ودعت إلى تجديد الحزب، وبعد فترة وجيزة أسست مع زميليها إجنازيو لا روسا وجويدو كروسيتو حزبًا جديدًا حمل اسم إخوة إيطاليا.

زعامة حزب إخوة إيطاليا

شارك الحزب في انتخابات 2013 وحصل على 2% من الأصوات و9 مقاعد، لتتولى ميلوني رئاسته لاحقًا في عام 2014، ترشحت لانتخابات البرلمان الأوروبي في العام ذاته لكنها لم تتجاوز عتبة 4% المطلوبة، ثم أسست عام 2015 لجنة سياسية باسم “أرضنا" لتوسيع قاعدتها الشعبية.

وفي عام 2016 شاركت في مظاهرة “يوم الأسرة” المناهضة لحقوق المثليين، وأعلنت خلال المناسبة حملها بطفلتها جينيفرا التي ولدت في سبتمبر من نفس العام، ثم خاضت الانتخابات البلدية في روما مرشحة لرئاسة البلدية لكنها لم تفز.

دعمت ميلوني حملة “لا” في الاستفتاء الدستوري لعام 2016 الذي دعا إليه رئيس الوزراء ماتيو رينزي، واعتبرت فشله نصراً للتيار المحافظ، وفي عام 2017 أعيد انتخابها رئيسة للحزب خلال مؤتمر في ترييستي.

مع انتخابات 2018 تحالف حزبها مع الرابطة بقيادة ماتيو سالفيني وفورزا إيطاليا بزعامة برلسكوني ضمن ائتلاف يمين الوسط، وحصل حزب “إخوة إيطاليا” على 4.4% من الأصوات، محققًا نموًا ملحوظًا مقارنة بانتخابات 2013.

في عام 2021 أصبحت عضوة في معهد آسبن الفكري في واشنطن، وفي العام نفسه أثار أستاذ في جامعة سيينا جدلاً واسعًا بعد أن أهانها على الهواء، ما دفع الرئيس الإيطالي ورئيس الوزراء للتضامن معها.

كما وقعت على ميثاق مدريد الذي صاغه حزب فوكس الإسباني اليميني المتطرف، وشاركت في مؤتمره. وفي فبراير 2022 ألقت خطابًا في مؤتمر العمل السياسي المحافظ في فلوريدا، دعت فيه المحافظين الأمريكيين للدفاع عن قيمهم ضد التيارات التقدمية.

وصولها إلى رئاسة وزراء إيطاليا

مع انهيار حكومة ماريو دراجي في 2022، جرى التوافق داخل ائتلاف اليمين على أن يتولى رئاسة الوزراء زعيم الحزب الأكثر حصولاً على الأصوات. 

ومع صعود “إخوة إيطاليا” في استطلاعات الرأي، أصبحت ميلوني المرشحة الأبرز، قدمت نفسها للعالم باعتبارها محافظة تؤمن بـ“الله، الوطن، العائلة”، وسعت لطمأنة الاتحاد الأوروبي بأنها لا تمثل فاشية جديدة بل “يمين محافظ واقعي”. فاز تحالفها بأغلبية في الانتخابات، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تاريخ إيطاليا.

هل ميلوني يمينية متطرفة

توصف مواقف ميلوني بأنها يمينية قومية وشعبوية، وأحيانًا يمينية متطرفة، لكنها ترفض هذه التسمية وتصف نفسها بأنها محافظة مسيحية وتؤيد النظام الرئاسي وتغيير الدستور الإيطالي، وتعتبر حزبها ممثلًا لـ“التيار المحافظ”.

كما تعارض ميلوني الإجهاض والموت الرحيم وزواج المثليين وتبنيهم للأطفال، وتؤكد أن الأسرة الطبيعية تتكوّن من رجل وامرأة فقط، فضلًا عن معارضتها قانون مكافحة رهاب المثلية في إيطاليا، وانتقدت ظهور شخصيتين مثليتين في فيلم “ملكة الثلج 2”، وكتبت حينها: “كفى، ارفعوا أيديكم عن الأطفال!”.

وتتخذ ميلوني موقفًا متشددًا ضد الهجرة غير الشرعية، وترى أنها تهدد الهوية الإيطالية، ثم اتهمت مرارًا بـ“رهاب الأجانب” و“الإسلاموفوبيا”، خصوصًا بعد نشرها عام 2022 فيديو لامرأة ضحية اغتصاب ارتكبه طالب لجوء، ما تسبب في جدل واسع، بجانب تبنيها نظرية “الاستبدال العظيم” التي تزعم أن هناك مؤامرة لاستبدال الشعوب الأوروبية بالمهاجرين الأفارقة.

أفكار ميلوني الخارجية

صوتت عام 2011 لصالح التدخل العسكري في ليبيا لكنها انتقدت لاحقًا السياسة الفرنسية هناك، وعارضت أيضًا علاقات إيطاليا مع السعودية وقطر، ورفضت إقامة نهائي كأس السوبر الإيطالي في الرياض احتجاجًا على أوضاع حقوق الإنسان.

وقبل غزو أوكرانيا في فبراير 2022 كانت تؤيد تحسين العلاقات مع روسيا، لكنها بعد الحرب أدانت الغزو وأكدت دعمها لأوكرانيا وإرسال السلاح إليها، وتدعم حلف شمال الأطلسي الناتو، لكنها متشككة في الاتحاد الأوروبي، وتفضل ما تسميه الواقعية الأوروبية  على الشكوكية الأوروبية.

علاقة رئيسة وزراء إيطاليا بالفاشية

تواجه ميلوني اتهامات متكررة بعدم القطيعة التامة مع إرث الفاشية، ففي 1996 وصفت بينيتو موسوليني بأنه أفضل سياسي في الخمسين عامًا الماضية، وأشادت عام 2020 بجورجيو ألميرانتي، أحد مؤسسي الحزب الفاشي الجديد، كما احتفظ حزبها بشعار “اللهب الثلاثي الألوان” الموروث من الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو رمز ارتبط تاريخيًا بالفاشية. 

رغم ذلك، أكدت مرارًا أن الفاشية صفحة من الماضي، وحاولت تمييز نفسها عن هذا الإرث، خاصة قبيل انتخابات 2022، ورغم نفيها المستمر، رأت مؤرخون مثل روث بن غياث وديفيد برودر أن غموضها بشأن الماضي الفاشي ساعدها على إعادة تشكيل صورتها السياسية.

تم نسخ الرابط