كثرة الجلوس تسبب مشاكل صحية خطيرة.. إليك ما يوصي به العلماء

جميعنا يقضي معظم وقته في الجلوس لساعات طويلة سواء في العمل، أو أمام الشاشات، ولكن لسوء الحظ أن كل تلك الساعات التي نقضيها جالسين على ظهورنا تتراكم، وأجسامنا لا تتحمل ذلك إطلاقًا.
تحذّر دراسة جديدة من أن الجلوس لساعات طويلة يُسبب مشاكل صحية جسيمة حتى للشباب النشطين مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسمنة.
قام علماء من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد وجامعة كولورادو بولدر بتحليل البيانات الصحية لأكثر من 1000 من سكان كولورادو، بمتوسط عمر 33 عامًا.
المخاطر الصحية للجلوس لفترات طويلة
تشير الدراسة إلى أن الجلوس 8 ساعات أو أكثر يوميًا يدفع بعلامتي تحذير مبكرتين في الاتجاه الخاطئ نسبة الكوليسترول ومؤشر كتلة الجسم ( BMI ) حتى بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة.
وارتفعت نسبة الكوليسترول، التي تمزج مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول للإشارة إلى خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومؤشر كتلة الجسم، وهو تقدير للدهون في الجسم، مع الجلوس لفترات طويلة، مما يشير إلى مشاكل محتملة في المستقبل إذا لم تتغير العادات.
وقال ريان برويلمان، الباحث الرئيسي ومرشح الدكتوراه في قسم علم الوراثة وعلم الجينوم وعلم المعلومات الحيوية في جامعة كاليفورنيا ريفيرسايد: "على الرغم من أن النظام الغذائي غير الصحي والتدخين يلعبان دورًا رئيسيًا في زيادة مؤشر كتلة الجسم، فإن القفزة الكاملة التي رأيناها في البيانات كانت بسبب الجلوس بمفردك.
تحليل مزدوج القيادة
قام مشروع كبير يضم توأمًا وشقيقًا بفحص كيفية ارتباط وقت الجلوس وكثافة التمارين الرياضية بهذه المؤشرات الحيوية "للشيخوخة" .
وشملت العينة ما يزيد على ألف شخص بالغ، تتراوح أعمارهم بين 28 و49 عاماً، ومتوسط أعمارهم في أوائل الثلاثينيات.
قامت المجموعة بخلط الأشقاء المتبنين، والأشقاء غير المتبنين، والتوائم المتطابقة والأخوية للمساعدة في فصل تأثيرات نمط الحياة عن الجينات والتربية المشتركة.
وفي المتوسط، أفاد المشاركون بأنهم يقضون نحو 60 ساعة من الجلوس كل أسبوع - أي ما يعادل 8.6 ساعات يوميا تقريبا.
مال الرجال إلى الإبلاغ عن نشاط أكثر نشاطًا، كما أظهروا مستويات أعلى من مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومستويات الكوليسترول الكلي/الكوليسترول الجيد (TC/HDL) مقارنةً بالنساء.
كيف تم اجراء الدراسة؟
قام فريق البحث بوضع نموذج لكيفية تغير مؤشر كتلة الجسم وكولسترول الكلي والكولسترول الجيد مع التقدم في السن مع الأخذ في الاعتبار وقت الجلوس وكثافة النشاط البدني.
وقد وضعوا تمييزًا واضحًا بين النشاط "المعتدل" والنشاط "القوي" لأن المشي السريع لا يضغط على الجسم مثل الجري السريع أو ركوب الدراجات السريع.
كما استخدموا أيضًا نهج "التحكم بالتوأم المشترك": مقارنة أحد التوأمين مباشرة بتوأمه المشترك لتقليل الضوضاء الجينية وبيئة الأسرة.
وبعبارة بسيطة، إذا أظهر توأم متطابق يتحرك بقوة أكبر ويجلس أقل قيمًا للمؤشرات الحيوية أفضل من توأمه المطابق وراثيًا، فإن السلوك هو مساهم محتمل.
الجلوس والصحة
تزايد الجلوس مع انحراف في الاتجاه الخاطئ خلال الثلاثينيات والأربعينيات: ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة الكوليسترول الكلي إلى الكوليسترول الجيد، وقد تبين أن النشاط البدني القوي يعيد هذه المستويات إلى مستوياتها الطبيعية.
عندما أخذت النماذج في الاعتبار وقت الجلوس، أظهر الأشخاص الذين مارسوا حوالي 30 دقيقة من التمارين الرياضية القوية يوميًا قيم مؤشر كتلة الجسم وكولسترول الدم الكامل/الكولسترول الجيد مماثلة لتلك الموجودة لدى الأشخاص المستقرين الذين كانوا أصغر سنًا بخمس إلى عشر سنوات.
وقد عززت مقارنات التوائم هذا النمط، ففي الأزواج المتطابقة والأخوية، كان التوأم الذي جلس أقل وقام بنشاط أكثر نشاطًا يميل إلى إظهار مستويات أعلى من الكوليسترول الكلي/الكوليسترول الجيد.
أجرى اختبار مركّز على التوائم المتطابقين الذين كانوا "متعارضين"، مما يعني أنهم اختلفوا بما يكفي في الصحة العامة، وأوقات الجلوس، والتمارين الرياضية القوية لإجراء مقارنة عادلة.
تم تصنيف الأزواج إلى نمطين: "المستبدلون النشطون"، الذين قاموا بتبديل بعض وقت الجلوس لممارسة التمارين الرياضية القوية؛ و"المعوضون النشطون"، الذين جلسوا كثيرًا ولكن حاولوا تعويض ذلك بممارسة تمارين رياضية أكثر قوة.
وقد عرفت الرياضيات "التبادل" بأنه استبدال كل ساعة إضافية من الجلوس أسبوعيا بنحو ست دقائق من التمارين الرياضية القوية.