عاجل

شرم الشيخ ارض السلام بين كامب ديفيد واعمار غزة وسنوات "كفاح العروبة"

شرم الشيخ
شرم الشيخ

رسَّخت مصر، على مدار نصف قرن، مكانتها كـ"وسيط إقليمي أول" في قضايا السلام بمنطقة الشرق الأوسط، مستندة إلى تاريخ حافل من المبادرات والجهود الدبلوماسية الفاعلة، فقد كانت البداية مع اتفاقية كامب ديفيد التاريخية عام 1978، التي شكّلت تحولًا جوهريًا في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، وأسّست لدور مصري محوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي، واستمر هذا الدور من خلال رعاية مصر لاتفاقات المصالحة الفلسطينية، وسعيها المتواصل لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، في ظل أزمات متكررة ومعقدة، وتُتوَّج هذه المسيرة اليوم بعقد قمة شرم الشيخ للسلام، التي تشهد مشاركة واسعة من قادة العالم، تأكيدًا على الثقة الدولية المتجددة في الدور المصري كجسر للحوار، وصوت عقلاني يسعى لترسيخ الأمن والسلام في المنطقة.

شرم الشيخ ارض السلام 

لم تكن مدينة شرم الشيخ كأي مدينة أخرى في العالم، فقد تحولت على مدار السنوات الماضية إلى منصة دولية تحتضن المفاوضات والمؤتمرات الكبرى المعنية برسم ملامح السلام إقليميًا وعالميًا، وبفضل واستقرارها الأمني، أصبحت شرم الشيخ رمزًا للديبلوماسية الهادئة، وملتقى للقادة وصناع القرار في لحظات مفصلية من تاريخ المنطقة والعالم، من مؤتمرات السلام إلى قمم المناخ والتنمية، تثبت شرم الشيخ عامًا بعد عام أنها ليست مجرد وجهة سياحية، بل مدينة للسلام العالمي وصوتٍ للحوار البناء.

قمة عام 2005

وفي فبراير عام 2005، احتضنت مدينة شرم الشيخ مجددًا قمة دولية جديدة في مسار البحث عن السلام، جاءت في توقيت بالغ الحساسية، بعد سنوات من العنف والتصعيد الذي أعقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) في سبتمبر 2000، هدفت القمة إلى إنهاء دوامة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإحياء مفاوضات السلام التي كانت قد تعثرت بشكل كبير خلال سنوات الانتفاضة.

وشكّلت القمة لحظة فارقة في مسار الصراع، إذ صدر عنها إعلان رسمي بإنهاء الانتفاضة، بعد توصل الجانبين إلى تفاهمات تضمنت التزامًا متبادلًا بخارطة الطريق للسلام، واتفاقًا على الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في خطوة لبناء الثقة بين الطرفين.

مفاوضات لإحياء السلام عام 2010

في سبتمبر عام 2010، استضافت مدينة شرم الشيخ ثاني جولات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لإحياء عملية السلام، بعد فترة من التأجيل نتيجة للخلافات المتكررة بين الطرفين ورغم التحديات، شكلت جولات شرم الشيخ 2010 محطة مهمة في مسار جهود السلام، حيث جسدت دور مصر كوسيط إقليمي حيوي يسعى لاستعادة الحوار وتحقيق تسوية عادلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تم نسخ الرابط