عاجل

خطة ترامب للسلام | أبرز مكاسب مصر من قمة شرم الشيخ.. خبراء يكشفون

أعلام الدول في القمة
أعلام الدول في القمة

تستضيف مصر خلال ساعات قمة شرم الشيخ للسلام لتوقيع اتفاقية إنهاء الحرب بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، حيث تؤكد هذه الاتفاقية مجددًا مكانت مصر في الشرق الأوسط، وأنها فاعل رئيسي في كل مسعى يهدف إلى إنهاء النزاعات وترسيخ الأمن والتنمية، وذلك برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

وفي التقرير التالي يرصد لكم موقع "نيوز رووم" مكاسب مصر من قمة شرم الشيخ للسلام:

إقامة مسار سياسي لإقامة دولة فلسطينية

قال الدكتور حسن أبو طالب أستاذ العلوم السياسية، إن قمة شرم الشيخ غدا الاثنين حدث هام وحدث كبير في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وأضاف أبو طالب، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن القمة هدفها أن يكون للخطة هدف سياسي ممتد وأن يكون هناك مسار سياسي واضح لتكوين وتشكيل وإقامة دولة فلسطينية، وهذا هو الهدف الرئيس بالنسبة لمصر.

تشكيل قوة السلام

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن هناك عدد من الخطوات الغير معروفة حتى الآن ومنها تشكيل قوة السلام والتي سوف يشارك بها عدد من الدول العربية والإسلامية وربما تكون هناك مشاركة أوروبية وعلى أي أساس تكون وما هي قواعد الاشتباك وكيفية انتشارها ومن يمولها ووظيفتها ومدتها، لافتا إلى أن هناك أمور تم بحثها ودراستها في الخطة وهناك خطوط لم ترسم حد الآن منها تسليم السلاح، ومن سوف يستلم هذا السلاح.

وأكد أبو طالب، أن قمة غدًا هي لتثبيت البعد الدولي لخطة ترامب والحشد الدولي لها وإعطاء بعد معنوي كبير للخطة حتى تكون إسرائيل ملزمة بهذه الخطة وأن يشهد العالم على هذا الاتفاق.

مكاسب مصر من هذه القمة هو الحشد والدعم الدولي

وتابع: أن مكاسب مصر من هذه القمة هو الحشد والدعم الدولي والزخم الذي يكتسبه هذا الحدث التاريخي حيث اقنعت مصر العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بداية من فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية ومصر حقق نقلة تاريخية في القضية الفلسطينية بمساعدة الآخرين ولكن مصر هي التي كانت تخطط وتقدم الأفكار والتحركات على أرض الواقع.

قمة شرم الشيخ تعد منعطفا حاسما في مسار الدبلوماسية الإقليمية والدولية

ومن جانبه قال الدكتور محمد الطماوى، المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، إن قمة شرم الشيخ للسلام تعد منعطفا حاسما في مسار الدبلوماسية الإقليمية والدولية، فهي تأتي في توقيت بالغ الحساسية، بينما تتزايد الحاجة إلى حل شامل يوقف الحرب في غزة ويمهد لسلام دائم في الشرق الأوسط، وقد اختارت القاهرة أن تكون منصة هذا الحدث، لتؤكد مجددًا أن صوت العقل لا يزال يخرج من أرض السلام، وأن الحلول السياسية لا تزال ممكنة إذا توافرت الإرادة والضمانات.

وأضاف الطماوى، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن انعقاد القمة برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعكس إدراكا عالميًا بأن الدور المصري لا يمكن تجاوزه في أي تسوية تتعلق بالقضية الفلسطينية أو مستقبل المنطقة، فمصر تمتلك القدرة على التوفيق بين المتناقضات، وجمع الخصوم على طاولة واحدة، بما تملكه من رصيد ثقة لدى الأطراف كافة، وقدرة على الموازنة بين المصالح الدولية والإقليمية دون الإخلال بثوابتها الوطنية والعربية.

تثبيت ضمانة دولية حقيقية تلزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها المتكررة

وأوضح المحلل السياسي، أن القاهرة تهدف من خلال هذه القمة إلى تثبيت ضمانة دولية حقيقية تلزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها المتكررة، وتمنعها من التملص من أي اتفاق جديد، فالتجارب السابقة أكدت أن أي تسوية لا تملك غطاء دوليا تراقب تنفيذه وتردع من يخرقه، مصيرها الفشل، لذا، فإن من بين أولويات مصر أن يحظى الاتفاق المرتقب بدعم من مجلس الأمن الدولي، مع إمكانية نشر قوات مراقبة دولية في غزة لضمان الالتزام الكامل ببنوده.

ولفت الطماوى، أن القمة تمثل فرصة لتأكيد مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إحياء مسار حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، بما يعيد الأمل للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وفي الوقت ذاته، تبرز القمة الدور المصري كضامن للاستقرار، وكقوة دبلوماسية تسعى لتوحيد المواقف العربية في مواجهة محاولات فرض حلول قسرية أو تجاوز الحقوق التاريخية.

مصر واحة استقرار في محيط مضطرب

وأكد المحلل السياسي، أن مكاسب مصر لا تقتصر على تعزيز مكانتها السياسية، بل تمتد لتشمل مكاسب اقتصادية وأمنية، فاستضافة القمة تؤكد أن مصر واحة استقرار في محيط مضطرب، وترسل رسالة طمأنة للمجتمع الدولي، كما تعزز مكانة شرم الشيخ كمركز دولي للحوار والسلام، وتدعم الثقة في بيئة الأمن والاستثمار داخل مصر.

إن قمة شرم الشيخ للسلام ليست فقط استجابة لأزمة آنية، بل خطوة استراتيجية لإعادة صياغة قواعد النظام الإقليمي على أسس العدالة والاحترام المتبادل. وبها تؤكد مصر أن السلام العادل ليس خيارا تكتيكيا، بل رؤية راسخة تعبر عن إرادة دولة تعرف موقعها وتتحرك بثقة بين الأمم.

تم نسخ الرابط