لماذا رفضت إيران حضور قمة شرم الشيخ للسلام؟

قال الدكتور هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني، إن قرار إيران برفض دعوة المشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، التي تبحث مستقبل الأوضاع في غزة، لم يكن مفاجئًا، بل يعكس نهجًا ثابتًا في السياسة الخارجية الإيرانية، يقوم على تفادي الانخراط في أطر دولية أو إقليمية تدار برعاية أمريكية مباشرة، وتفرض عليها أجندات قد لا تتوافق مع أولويات طهران وحلفائها في المنطقة.
وأوضح الدكتور هشام البقلي في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن قراءة الموقف الإيراني تكشف عن جملة من الاعتبارات، أولًا، أن إيران تخشى من أن يستخدم حضورها كغطاء سياسي لمنح القمة شرعية كاملة، بينما قد تصدر عنها مخرجات لا تراعي مصالح أذرعها في المنطقة ولا تحفظ أوراق الضغط التي تملكها طهران في الإقليم.
ثانيًا، أن إيران حريصة على إرسال رسالة مزدوجة: للداخل الإيراني مفادها أن النظام متمسك بثوابته ولا يساوم على موقعه كطرف مستقل، وللخارج أن طهران لن تسمح بفرض حلول منقوصة على حساب حلفائها أو تقليص دورها كفاعل رئيسي.
ثالثًا، أن رفض الحضور لا يعني خروج إيران من المعادلة، بل على العكس، يكرس استمرار التواصل معها عبر قنوات غير مباشرة مثل الوساطة القطرية أو العمانية، إضافة إلى تنسيقها مع روسيا والصين.

هشام البقلي: غياب إيران عن القمة يصعب الوصول إلى تسوية شاملة ودائمة
وأضاف البقلي أن غياب إيران عن القمة يصعب الوصول إلى تسوية شاملة ودائمة، مؤكدًا أن أي حل مستدام للأزمة الفلسطينية، لا سيما فيما يخص محور حركة حماس، لا يمكن أن يتم دون مراعاة مواقف القوى المؤثرة فعليًا على الأرض، وفي مقدمتها إيران.
واختتم الدكتور هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني بالتأكيد على أن رفض الدعوة لا يقرأ كعزلة، بل يفهم ضمن سياق تكتيكي تفاوضي يهدف إلى إبقاء أوراق الضغط بيد طهران، وضمان أن يؤخذ صوتها في الاعتبار ضمن أي ترتيبات إقليمية مقبلة.
الرئاسة الإيرانية ترفض حضور قمة شرم الشيخ
وأعلنت الرئاسة الإيرانية عدم حضورها قمة شرم الشيخ بعد تلقيها دعوة من الرئيس الأمريكي دونال ترامب، وفق ما أكدته وكالة تسنيم الإيرانية نقلًا عن مصادر مطلعة.