قلق متصاعد بعد انقطاع الاتصال بالصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي في غزة
شهدت الساعات الأخيرة تداولًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بشأن أنباء غير مؤكدة عن استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، في وقت أكد فيه عدد من الصحفيين الفلسطينيين انقطاع الاتصال التام معه، سواء من قبل زملائه أو أفراد أسرته.
ورغم انتشار هذه الأنباء بشكل مكثف، فإن صحفيين ميدانيين أشاروا إلى أن كل ما يتداول حتى اللحظة يظل في نطاق الشائعات، مؤكدين أنهم لا يملكون نفيًا أو تأكيدًا رسميًا حول مصيره، لكن المؤكد هو اختفاء الاتصال به منذ عدة ساعات، وهو ما يثير حالة من القلق العميق في الأوساط الصحفية والشعبية.
من هو صالح الجعفراوي؟
يعد صالح الجعفراوي واحدًا من أبرز الصحفيين والمصورين الفلسطينيين الذين برزت أسماؤهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث عرفه العالم العربي والعالمي من خلال تغطيته الشجاعة لمجريات الأحداث الميدانية، ونقله للواقع الإنساني والدموي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الحصار والقصف المتواصل.
كم تميز صالح الجعفراوي بعمله في أصعب المناطق وأكثرها خطورة، متحديًا القصف ورصاص الاحتلال الإسرائيلي، وقدم من خلال عدسته شهادات بصرية حية عن الحرب والدمار، وكان صوتًا صادقًا ينقل وجع غزة إلى العالم، ما جعله هدفًا للتحريض المباشر من قبل وسائل إعلام إسرائيلية، بما في ذلك صفحة "إسرائيل بالعربية" التي حاولت النيل من صورته في مارس الماضي.
ومن أشهر لقطاته التي بقيت محفورة في أذهان المتابعين، تلك التي ظهر فيها وهو يواسي أطفال غزة ويقرأ لهم القرآن ويغني ليخفف عنهم هول الحرب، في مشهد إنساني أثار تعاطفًا واسعًا على امتداد الوطن العربي.
مصير مجهول لصالح الجعفراوي
وبحسب ما ذكره الصحفي الفلسطيني أنس النجار، فإن آخر تواصل جرى مع الجعفراوي كان أثناء تغطيته لأحداث القصف في حي الصبرة بمدينة غزة، ومنذ ذلك الحين انقطع الاتصال به نهائيًا، في ظروف ميدانية شديدة الصعوبة.
وتزايدت عبر وسائل التواصل دعوات ومناشدات لإنقاذ الصحفي الجعفراوي، وسط مطالبات بـضمان حماية الصحفيين العاملين في الميدان، وعدم استهدافهم أثناء تأدية واجبهم المهني والإنساني.
ويعرف صالح الجعفراوي بمسيرته المهنية الغنية في تغطية النزاعات، وتمتعه بقدرات عالية في نقل الأخبار بدقة، فضلًا عن كونه عضوًا بارزًا في فريق إعلامي ميداني يعمل تحت أخطر الظروف لرصد الحقيقة وتوثيقها.
حتى هذه اللحظة، لا توجد أي معلومات رسمية مؤكدة حول مصير الجعفراوي أو وضعه الصحي، فيما لا يزال الغموض يكتنف مكان تواجده، بانتظار صدور بيان رسمي من الجهات المعنية أو عائلته لتوضيح مصيره وإنهاء حالة الترقب والقلق السائدة.
