باحث: مصر تتصدر المشهد بقمة شرم الشيخ وتستعد لتحولات كبرى في المرحلة المقبلة

قال محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، إن مصر لا تتحرك فقط بوصفها وسيطًا في الأزمة الفلسطينية، بل تتعامل مع الملف الفلسطيني من منطلق استراتيجي وشامل، يشمل وقف التهجير، وتثبيت البقاء الفلسطيني، ودعم متكامل إنسانيًا وسياسيًا.
الدور المصري يعكس حجم التحركات التي قادتها القاهرة خلال العامين الماضيين
وأوضح، خلال لقائه عبر قناة إكسترا نيوز، أن الدور المصري يعكس حجم التحركات التي قادتها القاهرة خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى أن مصر كانت، ولا تزال، من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية لـ قطاع غزة، مضيفًا أن هذا الدور نابع من واجب أخلاقي وقومي تجاه الشعب الفلسطيني، وليس منّة.
وأشار إلى أن قمة شرم الشيخ المرتقبة، التي من المقرر أن تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأتي في توقيت دقيق للغاية، حيث تسعى مصر إلى منح غطاء دولي للاتفاق الأمريكي العربي حول غزة، رغم وجود بعض التحفظات من عدة أطراف.
الاتفاق الأمريكي الأخير بشأن وقف الحرب في غزة
وأكد عثمان أن القمة المرتقبة ستمثل منصة لتقنين الاتفاق الأمريكي الأخير بشأن وقف الحرب في غزة، وفتح الطريق أمام ترتيبات أوسع قد تشمل إعادة الإعمار وإعادة الاستقرار إلى القطاع، لافتًا إلى أن وجود زخم دولي كبير ومشاركة واسعة قد تفتح المجال أمام نتائج "غير متوقعة وربما مذهلة"، حسب وصفه.
وتابع موضحًا أن هناك تغيرًا ملحوظًا وإن لم يكن جذريًا في الموقف الأمريكي تجاه ما يجري في غزة، معتبرًا أن الولايات المتحدة بدأت توازن بين دعمها التاريخي لإسرائيل وبين الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع دول كبرى في المنطقة مثل مصر، والسعودية، وتركيا.
احتمالية استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
واستطرد قائلًا: "رغم أن احتمالية استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا تزال بعيدة، لكنها ليست مستحيلة، وأن هناك زخم دولي، تضامن واسع مع الشعب الفلسطيني، وضغط على الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في سياساتها التقليدية بالمنطقة".
وختم محمد بالإشارة إلى أن استمرار هذا التحول في الموقف الأمريكي مرهون ببقاء الإدارة الأمريكية على هذا المسار، الذي يُظهر حتى الآن التزامًا بتهدئة الأوضاع في غزة، مضيفًا أن المرحلة المقبلة قد تشهد إعادة تشكيل للمشهد السياسي الإقليمي إذا ما أُحسن استثمار هذا الزخم الحالي.