مواجهة جديدة في الحرب التجارية.. لماذا يهدد ترامب الصين برسوم 100%؟

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لغة التهديد، معلنًا للمرة الثانية نيته في فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الواردات الصينية، ليأتي ذلك في تصعيد جديد للحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
وهذه الخطوة قد تعيد التوتر إلى الأسواق العالمية وتنعكس سلبًا على سلاسل التوريد والتجارة الدولية، في وقت يشهد فيه العالم محاولات هشة للتعافي الاقتصادي.
وسنوافيكم خلال السطور التالية، التفاصيل الكاملة بشأن القصة الكاملة حول تهديد ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين.
تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية 100% على الصين
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من الشهر المقبل، متهمًا بكين باتباع "خطوات عدائية للغاية" تستهدف تقييد صادرات المعادن النادرة التي تعد حيوية للصناعات الأمريكية.

وجاء التهديد الجديد في تصريحات متأخرة مساء الجمعة، أعادت إشعال التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد شهور من الهدوء النسبي.
وقال ترامب إن الرسوم الجديدة ستطبق في الأول من نوفمبر أو قبله، ملمحًا إلى تسريع الخطوة إذا ما قررت الصين الرد بإجراءات مماثلة.
سجلت تراجع.. وول ستريت تتأثر فورًا
انعكست تصريحات ترامب بشكل فوري على الأسواق، حيث سجلت مؤشرات وول ستريت تراجعًا حادًا، في ظل مخاوف المستثمرين من عودة شبح الحرب التجارية، وما يحمله من اضطراب لسلاسل الإمداد والتجارة العالمية.
هدنة لم تدم طويلًا
وكانت العلاقات بين واشنطن وبكين قد شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال الصيف، مع موافقة ترامب على خفض الرسوم الجمركية التي فرضها سابقًا على المنتجات الصينية، عقب جولة من المفاوضات الثنائية، لكن يبدو أن الهدنة لم تصمد طويلًا، مع بروز ملف المعادن النادرة كساحة جديدة للصراع الاقتصادي بين الطرفين.
الصين تدافع عن ضوابطها التصديرية على المعادن النادرة وترفض الإجراءات الأمريكية
أصدرت وزارة التجارة الصينية "MOFCOM" تصريحات تدافع عن إجراءات الصين الأخيرة المتعلقة بالسياسات والتدابير التجارية والاقتصادية، ولا سيما فرض ضوابط على صادرات العناصر الأرضية النادرة ذات الصلة، وترفض الإجراءات الأمريكية المضادة.
ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة.. إجراء شرعي دفاعًا عن السلام
أكدت الصين أن إعلانها في 9 أكتوبر عن تدابير الرقابة على تصدير العناصر الأرضية النادرة والبنود ذات الصلة هو إجراء شرعي يهدف إلى تحسين نظام الرقابة على الصادرات لديها وفقًا للقوانين واللوائح، وبررت الصين هذا القرار بـ "الاضطرابات والصراعات العسكرية المتكررة في العالم"، مشيرة إلى الأهمية الكبيرة لبعض العناصر الأرضية النادرة في المجال العسكري.

وأوضحت بكين، بوصفها "دولة كبرى مسؤولة"، أن هذه الضوابط تهدف إلى الدفاع عن السلام العالمي والاستقرار الإقليمي والوفاء بالالتزامات الدولية لمنع الانتشار، وشددت على أن هذه الإجراءات ليست حظرًا على الصادرات، حيث سيتم منح التراخيص للطلبات المؤهلة، وأنها قد أخطرت بالفعل البلدان والمناطق المعنية من خلال آليات الحوار الثنائي قبل الإعلان عن التدابير.
وفيما يتعلق بالتنفيذ، أكدت الوزارة أن الحكومة الصينية ستجري مراجعات وتمنح التراخيص للطلبات المؤهلة للاستخدام المدني، مع النظر في تسهيلات مثل التراخيص العامة والإعفاءات لـ "تعزيز التجارة المشروعة"، وأكدت أن تأثير هذه الإجراءات على سلاسل الصناعة والإمداد سيكون "محدودًا جدًا".