عاجل

"باحثة" تكشف دور الإسلام في تعزيز طلب العلم والانفتاح الحضاري |فيديو

الدكتور نهاد رمضان
الدكتور نهاد رمضان

أكدت الدكتور نهاد رمضان، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الإسلام هو دين يحث على طلب العلم والانفتاح على المعارف دون تمييز ديني أو عرقي، مشيرةً إلى أن الالتحاق بالمدارس والجامعات في دول أجنبية أو المؤسسات التعليمية التي تضم غير المسلمين ليس محظورًا وفق الشريعة الإسلامية، بل على العكس، ترى نهاد رمضان أن هذا الأمر يشكل ضرورة حضارية تسهم في تحقيق التقدم والنهضة.

وأوضحت نهاد، خلال حديثها في برنامج "من قضايا المسلمين حول العالم"، المذاع على قناة الناس، أن الإسلام رفع من شأن العلم والعلماء، واستشهدت بقول الله تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة: 11)، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة."

العلوم المتنوعة وأهميتها 

وشددت الباحثة على أن الإسلام لم يقتصر على تشجيع العلوم الدينية فحسب، بل دعا إلى طلب العلوم بمختلف تخصصاتها، سواء كانت طبية، تقنية، أو اجتماعية، وذلك لخدمة المجتمع وحماية الأوطان.

وأوضحت أن التعلم من الآخرين والاستفادة من خبراتهم يُعد أمرًا مشروعًا، طالما لم يتعارض ذلك مع تعاليم الشريعة الإسلامية وأخلاقياتها.

وأضافت نهاد رمضان أن الإسلام لم يمنع الاستفادة من معارف وتجارب الأمم الأخرى، مستشهدة بموقف تاريخي مهم، وهو موقف الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه خلال غزوة الأحزاب. 

فقد اقترح سلمان على النبي، صلى الله عليه وسلم، فكرة حفر الخندق حول المدينة، وهي استراتيجية دفاعية مستوحاة من خبرات الأمم الفارسية، وقد أسهمت هذه الفكرة في تحقيق نصر المسلمين في تلك المعركة.

دروس من التاريخ

وتطرقت الباحثة إلى أن هذا الموقف وغيره من المواقف التاريخية يعكس انفتاح الإسلام على التفاعل الحضاري، وأكدت أن هذا التفاعل العلمي مع الشعوب الأخرى كان أحد عوامل نهضة الحضارة الإسلامية في عصورها الذهبية، حيث استفادت من العلوم والفنون التي طورتها حضارات أخرى، مثل الطب والهندسة والفلك.

وأكدت نهاد رمضان على أن الإسلام ليس دين عزلة أو انغلاق، بل دين تفاعل حضاري، يسعى إلى تعزيز التواصل مع الآخرين والاستفادة من التجارب النافعة في مختلف المجالات. 

وأضافت أن الحضارات لا تنهض إلا بالتعلم والانفتاح على الثقافات المختلفة، وأن الإسلام يشجع المسلمين على الاندماج الإيجابي مع المجتمعات، مع الحفاظ على الهوية والقيم الإسلامية.

العلم أساس التقدم

اختتمت الباحثة حديثها بالتأكيد على أن طلب العلم يظل السبيل الأهم لتحقيق النهضة والتقدم في المجتمعات الإسلامية، مشددة على أن التعلم والانفتاح العلمي ليسا ترفًا، بل هما ضرورة حضارية تفرضها متطلبات العصر. 

ودعت الشباب إلى السعي الجاد لاكتساب العلوم والمعارف، سواء من المؤسسات المحلية أو العالمية، مع التمسك بتعاليم الإسلام التي تحث على العلم وتقدير العلماء.

تم نسخ الرابط