عاجل

ما حكم حمل المصحف للطلاب الصغار وهم على غير طهارة .. وكذلك الحائض؟

المصحف
المصحف

أجاز الفقهاء حمل الصبي وهو مُحدِثٌ للمصحف أو اللوح للحفظ.

ماذا يقول العلماء؟


قال العلامة الزيلعي الحنفي في “تبيين الحقائق”: كره بعض أصحابنا دفع المصحف واللوح الذي كتب فيه القرآن إلى الصبيان، ولم ير بعضهم به بأسًا وهو الصحيح؛ لأن في تكليفهم بالوضوء حرجًا بهم، وفي تأخيرهم إلى البلوغ تقليل حفظ القرآن؛ فيرخص للضرورة.
وقال الشيخ الخطيب الشربيني الشافعي في “الإقناع”: ولا يجب منع الصغير المميز من حمل المصحف واللوح للتعلم إذا كان محدثًا ولو حدثًا أكبر كما في “فتاوى النووي”؛ لحاجة علمه ومشقة استمراره متطهرًا، بل يندب. وقضية كلامهم: أن محل ذلك في الحمل المتعلق بالدراسة.
كما أجاز المالكية للحائض مس المصحف لغرض التعليم أو التعلم.
قال العلامة الدسوقي المالكي في “حاشيته على الشرح الكبير”: قوله: ومس مصحف أي ما لم تكن معلمة أو متعلمة، وإلا جاز مسها له.

هل يجوز للمرأة التي ينزل عليها الدم في غير وقت عادتها الشهرية أن تقرأ القرآن؟

من القضايا التي تثير تساؤلات كثيرة بين النساء ما يتعلق بأحكام الطهارة والعبادة، خصوصًا في الحالات التي يختلط فيها الأمر بين الحيض وغيره من أنواع الدم. ومن أبرز هذه الحالات “الاستحاضة”، وهي نزول الدم على المرأة في غير وقت عادتها الشهرية. وهنا يثور سؤال مهم: هل يجوز للمرأة المستحاضة أن تقرأ القرآن وتمس المصحف وهي على هذه الحال؟

ما حكم قراءة المرأة المستحاضة للقرآن؟

الاستحاضة هي نزول دم على المرأة في غير وقت الدورة الشهرية المعتاد، ويُعد هذا الدم حدثًا أصغر لا يترتب عليه أحكام الحيض. وقد اتفق الفقهاء على أن المستحاضة يجوز لها قراءة القرآن، وأنها إذا توضأت جاز لها مس المصحف. وجاء في المجموع شرح المهذب للإمام النووي أن المستحاضة لا يثبت لها شيء من أحكام الحيض، فلها قراءة القرآن، ومس المصحف وحمله بعد الوضوء، وأداء سجود التلاوة والشكر، كما أن الصلاة والصيام وجميع العبادات تبقى واجبة عليها مثلها مثل الطاهرة، ولا خلاف بين العلماء في ذلك، بل نُقل الإجماع على هذا الحكم.

 

هل يجوز للمرأة المستحاضة أداء الصلاة؟

أكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن دم الاستحاضة لا يُعامل معاملة دم الحيض أو النفاس، مشيرة إلى أن المستحاضة من أهل العبادات، ولا يجوز لها التهاون أو ترك الصلاة أو الصيام بدعوى الاستحاضة، موضحة أن الأمر يتطلب فقط كيفية صحيحة للوضوء والطهارة تتيح لها استباحة الصلاة.

وأشارت إلى أن دم الاستحاضة طاهر من حيث الحكم الشرعي، وإن كانت نجاسته تستوجب إزالة أثره عن البدن أو الثياب قبل أداء الصلاة، موضحة أن المرأة المستحاضة ليست مطالبة بالغُسل، بل فقط بإزالة أثر الدم والتوضؤ عند دخول وقت كل صلاة.

 

وأوضحت أن المستحاضة عليها أن تقوم بتبديل الحفاظة أو الفوطة الصحية، وتغيير الملابس إن أمكن ذلك، ثم تتوضأ عند دخول الوقت، أي بعد سماع الأذان، لأداء الفريضة، ويجوز لها الصلاة بعد ذلك ما شاءت من النوافل بحسب آراء فقهية مختلفة.

وأضافت: "إذا كانت المرأة تعلم أنها مستحاضة قبل بدء الصلاة، فعليها اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لكن إن فوجئت بنزول الدم أثناء الصلاة وحدث ما يُخل بشروط صحتها – كأن تتنجس ملابسها – فعليها الخروج من الصلاة، التطهر، الوضوء من جديد، ثم استئناف الصلاة بالشروط الصحيحة".

وأكدت أيضًا أن المستحاضة تُعد من أصحاب الأعذار من حيث كيفية الوضوء والتطهر، لكنها شددت على أن الاستحاضة لا تُعد عذرًا يبيح للمرأة الصلاة جالسة، مضيفة: "القيام ركن من أركان الصلاة، ولا يجوز تركه إلا لعذر طبي واضح يمنع القدرة على الوقوف".

 

وأشارت إلى ضرورة عدم التساهل في أداء الصلاة جلوسًا لمجرد وجود استحاضة، مبينة أن ذلك لا يجوز إلا إذا نصح الطبيب بذلك بسبب عذر صحي آخر، وليس بسبب الاستحاضة في حد ذاتها.

تم نسخ الرابط