الوعاء الذي نزل به القرآن| رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية منزهة عن العبث

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن قضية الترادف في اللغة العربية من القضايا التي شغلت العلماء قديماً وحديثاً، موضحاً أن هناك ألفاظاً يظن البعض أنها مترادفة، بينما الحقيقة تختلف عند التدقيق اللغوي.
الألفاظ المترادفة
وأوضح رئيس الجامعة، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن العلماء في هذه المسألة على رأيين؛ الأول يرى أن الألفاظ المترادفة تشترك في معنى كلي واحد، ومن ثم فهي مترادفة من حيث المعنى العام، أما الفريق الثاني، وهم المدققون من علماء اللغة، فيرون أن كل لفظة تتميز بخصيصة ومعنى دقيق لا يوجد في أختها، ولذلك نفوا فكرة الترادف المطلق.
اللغة العربية منزّهة عن العبث
وأشارالدكتور سلامة داود إلى أن اللغة العربية منزّهة عن العبث، لأنها الوعاء الذي نزل به كتاب الله تعالى، مستشهداً بقوله عز وجل: «ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً».
وبيّن رئيس جامعة الأزهرالدكتور سلامة داود أن من القائلين بعدم وجود الترادف الكامل الإمام الخطابي في رسالته الشهيرة «بيان إعجاز القرآن الكريم»، حيث وقف عند ألفاظ قرآنية زعم بعضهم أن غيرها يؤدي معناها، مؤكداً أن لكل لفظ قرآني موقعه ودلالته التي لا يغني عنها غيره.
وأكد رئيس الجامعة في ختام حديثه أن اللغة العربية بحر واسع من المعاني الدقيقة والظلال المتنوعة، وأن إدراك الفروق بين الألفاظ من أهم مفاتيح فهم القرآن الكريم وبلاغته المعجزة.
https://youtu.be/SSDFwJ7-jic?si=HexNp8NPPk2uZdoz
وأوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن اللغة العربية والفقه قرينان، وعلوم الإسلام كلها شبكة واحدة، فهي علوم يخدم بعضها بعضا، فمن فصل علما عن علم فكأنما قطع عضوا عن الأعضاء، موضحا أن من تعرض لشيء في كتاب الله بغير ضوابط هذا اللسان العربي فقد ضل وأضل، فالتشريع يقوم على اللغة.
في ذات السياق بيّن الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن اللغة العربية هي وعاء القرآن، ومن فهم العربية فهم نصوص الشرع، وهكذا فعل العلماء ويفعلون في كل زمان ومكان، مبينا أن الله شرّف اللغة العربية بأن جعلها وعاء للقرآن الكريم، وإذا كانت الأمم المتحدة جعلت اللغة الإنجليزية اللغة الأولى في العصر الحديث فالله جعل اللغة العربية اللغة الأولى في العالمين جميعا، فهي لغة عالمية لا بتوقيع من البشر بل برب البشر، وهذا تكريم وتشريف لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.