في السادس من أكتوبر عام 1973 الموافق للعاشر من رمضان حققت مصر واحدة من أعظم الانتصارات في تاريخها الحديث حيث تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الإسرائيلي المنيع في وقت قياسي لم يتجاوز ست ساعات وهو إنجاز عسكري أبهر العالم وغير موازين القوى في المنطقة.
جاء هذا النصر بعد سنوات من الإعداد والتخطيط منذ نكسة عام 1967 حيث رفضت مصر أن تنحني للهزيمة وبدأت في إعادة بناء الجيش وتدريب الجنود على أعلى مستوى واستيعاب دروس الماضي بعزيمة لا تلين وإرادة لا تُقهر فتم وضع خطة دقيقة ومحكمة لبدء عملية التحرير التي حملت اسم العملية بدر
بدأت المعركة في تمام الساعة الثانية ظهرًا بهجوم جوي مركز على مواقع العدو تلاه تمهيد ناري كثيف من المدفعية المصرية ثم اندفعت قوات المشاة لعبور قناة السويس مستخدمة القوارب المطاطية وسط نيران العدو وموانعه الحصينة وبطريقة عبقرية لم تخطر على بال أحد استخدمت القوات المصرية مضخات المياه لفتح ثغرات في الساتر الترابي الذي كان يعتبر من أقوى التحصينات في التاريخ العسكري
خلال ساعات قليلة تمكن أبطال القوات المسلحة من السيطرة على الضفة الشرقية للقناة وتدمير خط بارليف بالكامل ورفع العلم المصري على أرض سيناء الطاهرة في مشهد أبكى العدو وأفرح قلوب المصريين والعرب جميعًا حيث تحقق الحلم وعاد الأمل بأن الكرامة لا تضيع طالما هناك من يدافع عنها
هذا النصر لم يكن مجرد نجاح عسكري بل كان انتصارًا للكرامة وللإرادة وللشعب المصري كله فقد استعاد المصريون ثقتهم في أنفسهم وفي جيشهم وأكدوا للعالم أن مصر لا تُهزم طالما أبناؤها مخلصون مؤمنون بحقهم مستعدون للتضحية من أجله
نصر أكتوبر سيبقى حيًا في وجدان كل مصري وعربي لأنه رمز للفخر والعزة والشجاعة وستظل بطولات الشهداء والمقاتلين محفورة في الذاكرة يرويها الآباء للأبناء جيلاً بعد جيل ليعرف الجميع أن في السادس من أكتوبر كُتبت سطور المجد بدماء الأبطال وصنع المصريون ملحمة لا تُنسى عنوانها النصر والكرامة.