أم ورضيعها يفترشان الرصيف.. مناشدة لإنقاذ سيدة أمام مستشفى منشية البكري

مشهد إنساني مؤلم يتكرر يوميًا في شوارع العاصمة، لكن هذه المرة كانت القصة مختلفة، سيدة حديثة الولادة، لم يمضِ على إنجابها سوى أسبوع واحد، تفترش الرصيف أسفل كوبري منشية البكري، أمام المستشفى ذاته الذي وضعت فيه طفلها، تحمل رضيعها بين ذراعيها في البرد، وعكازها بجوارها يعينها على السير بعد أن أصيبت في قدميها، بينما يمر المارة دون أن يدركوا أن خلف هذا المشهد قصة قهر ومعاناة إنسانية تستحق التدخل العاجل.
أم ورضيعها يفترشان الرصيف أمام مستشفى منشية البكري
السيدة التي جاءت من مدينة المنصورة إلى القاهرة بحثًا عن الأمان والعلاج، وجدت نفسها بلا مأوى ولا سند، فقدت منزلها المتواضع بعد أن بدأ سقفه في الانهيار فوقها وأطفالها، فاضطرت للخروج إلى الشارع. وضعها الصحي لا يسمح بالحركة بعد خضوعها لعملية ولادة قيصرية، والجرح لم يلتئم بعد، لكنها وجدت نفسها مجبرة على مواجهة قسوة الشارع وهي تحمل طفلًا رضيعًا واثنين من الصغار لا يملكون سوى عيونٍ تائهة تبحث عن الأمان.
الصدمة الأكبر أن زوجها يرقد الآن داخل أحد المستشفيات بعد إصابته في عمله، إذ سقطت عليه كرتونة ضخمة أثناء عمله في مخزن، فأصيب بإصابات بالغة منعته من الحركة، تاركًا زوجته تواجه مصيرها وحدها.
كل الأوراق الرسمية التي بحوزتها، من شهادة ميلاد الطفل إلى أوراق المتابعة الطبية من مستشفى منشية البكري، تثبت أن الطفل ابنها وأنها في حالة صحية حرجة تستدعي الرعاية، لا التشرد.
عدد من الأهالي وأصحاب القلوب الرحيمة تواصلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بتدخل وزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة القاهرة لإنقاذ الأم وطفلها، وتوفير مأوى آمن ورعاية طبية عاجلة لها، فهذه السيدة ليست مجرد "حالة إنسانية" عابرة، بل نموذج صارخ لمعاناة أمهات يُجبرن على مواجهة الحياة بلا دعم ولا مأوى.

القصة التي وثقها المارة أمام مستشفى منشية البكري تُعيد فتح ملف المشردين والأمهات المعيلات، وتدق ناقوس الخطر حول ضرورة تفعيل دور الدولة والمجتمع في حماية الفئات الأكثر ضعفًا، فليس من المقبول أن تظل أم وطفلها في الشارع بعد أيام من الولادة، تنتظران المساعدة تحت كوبري وسط الصقيع ، في قلب القاهرة.