وقف إطلاق النار في غزة.. باحث يؤكد دور مصر المحوري ويكشف التفاصيل

قال محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، إن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل انفراجة كبيرة وخرقاً كبيراً في إطار الحرب على غزة، مشيراً إلى الشعور بالرضا والراحة النفسية بعد التوصل إلى تفاهمات لوقف نزيف الدماء.
اتفاق وقف إطلاق النار ما كان ليتم "لولا تمسك مصر وصمودها"
وأكد عثمان، في مداخلة هاتفية على شاشة "إكسترا نيوز"، أن الوصول إلى هذه المرحلة، بوقف حقيقي للحرب وإطار لا يفرط في الحقوق الفلسطينية، ما كان ليتم "لولا تمسك مصر وصمودها" ورفضها التام لتصفية القضية الفلسطينية ومساعي التهجير المدعومة أمريكياً.
وأضاف أنه لولا هذا الموقف المصري، لكنا اليوم نتحدث عن شتات فلسطيني جديد وليس عن وقف لإطلاق النار واتفاق لإعادة إعمار القطاع، مُنوهاً إلى أن التحديات لا تزال قائمة ولا تزال هناك الكثير من الثغرات والعقبات.
تفاصيل المرحلة الأولى وخطوات الانسحاب
وأشار عثمان إلى أن التطورات على الأرض تضع الأطراف على مسار ثابت وصلب نحو تسوية نهائية، حيث تم التوصل إلى صيغ تنفيذية مناسبة لتطبيق المرحلة الأولى في محادثات شرم الشيخ.
وأوضح أن المرحلة الأولى تتضمن تبادل الأسرى، حيث سيتم الإفراج عن 1950 أسيراً فلسطينياً، من بينهم 250 محكوماً بالسجن المؤبد و1700 معتقل، مقابل الإفراج عن كافة المحتجزين والرهائن الإسرائيليين (سواء الموتى أو الأحياء) خلال 72 ساعة.
وتابع أن الاتفاق يشمل الانسحاب إلى ما يسميه الخط الأصفر، مؤكداً أن هذا الخط تم التعديل عليه بناءً على رغبة مصرية، ليتم تقليص السيطرة الإسرائيلية على مساحة القطاع، حيث ستنسحب إسرائيل من مدينة غزة وشمال خان يونس، وستبتعد عن مخيمات الوسط.
وأكد أن هذا التحرك يسير نحو تقليص التواجد الإسرائيلي، ووضع إطار زمني طويل الأمد لانسحاب الجيش الإسرائيلي من نحو "70% من قطاع غزة".
القضايا الشائكة على طاولة النقاش والموقف المصري
ولفت عثمان إلى أن المشاكل العالقة سيتم الحديث عنها في المرحلة الثانية، أبرزها:
مستقبل غزة ما بعد الحرب: حيث أصرت مصر على أن يتم تحديد ملامحه عبر توافق فلسطيني فلسطيني من خلال "المؤتمر الفلسطيني الوطني" الذي تزمع القاهرة عقده قريباً، لضمان أن تكون الرؤية فلسطينية خالصة.
مسألة سلاح المقاومة: والتي ستُطرح في الإطار ذاته لإيجاد مخارج "تُرضي ولو جزئياً وجهة نظر الجميع ومخاوفهم".
المنطقة العازلة: وهي المنطقة التي تسعى إسرائيل للاحتفاظ بها بعمق 900 متر، مشيراً إلى أن هناك "رفضاً مصرياً" وليس فلسطينياً فقط لهذه المسألة.
ونوه إلى أهمية ضمانات عدم العودة أمريكية لضمان استمرارية الاتفاق، مشيرا إلى أن دعوة الرئيس السيسي للرئيس ترامب لحضور التوقيع تأتي لفطنة القيادة المصرية، بهدف جعل الالتزام ليس فقط للولايات المتحدة، بل "لشخص الرئيس ترامب" الذي يحترم الرئيس السيسي ولا يقبل أن يُنسف ما يوقعه.