ما حُكم مَن لا شعر له عند التَّحلُّل من الإحرام؟.. اعرف أصح الآراء

ما حُكم مَن لا شعر له عند التَّحلُّل من الإحرام؟، سؤال أجابه الدكتور عزت عبد العزيز عبد الرحيم أستاذ الفقه المتفرع بكلية البنات الأزهرية جامعة الأزهر الشريف والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بكندا.
حُكم مَن لا شعر له عند التَّحلُّل من الإحرام
وقال عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: يُراد بمَن لا شعر له: الأقرع، أو الأصلع، أو من أزال شعره بالحلق. فإذا أراد أحدُ هؤلاء التحلُّل من إحرام الحج أو العمرة، فهل يجب عليه أن يُمرَّ الموسى على رأسه تشبُّهًا بمن له شعر، أم لا؟
اختلف الفقهاء في ذلك على قولين:
القول الأول: يُستحب لمن لا شعر له أن يتشبَّه بغيره في التحلُّل من الإحرام. وهو قول بعض الحنفية، وقول الشافعية، والمذهب عند الحنابلة، وبه قال مسروق، وسعيد بن جبير، والنَّخعي، وأبو ثور.
واستدلّوا بما يأتي:
- أن العبادة إذا تعلَّقت بجزء من البدن سقطت بفواته، كغسل الأعضاء في الوضوء.
- أن الحلق محلُّه الشعر، فسقط بعدمه، قياسًا على سقوط وجوب غسل العضو في الوضوء بفقده.
- أنَّ إمرار الموسى لو فعله من له شعر في الإحرام من غير حلق لم يجب به دم، فكذلك لا يجب على من لا شعر له أن يُمرَّه على رأسه عند التحلُّل.
- أنه لا يوجب فدية قبل التحلُّل، فلا يحصل به التحلُّل.
- أن القاعدة المتفق عليها أن الوسائل تسقط باعتبارها عند تعذُّر المقاصد، وإمرار الموسى وسيلة لإزالة الشعر، وهذا لا شعر له، فسقط اعتبارها.
القول الثاني: يجب على من لا شعر له أن يتشبَّه بمن له شعر بإمرار الموسى على رأسه ليتحلَّل من إحرامه، وهو المختار عند الحنفية، وقول المالكية.
واستدلّوا بما يأتي: بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «... وإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم» (صحيح البخاري).
- أن ابن عمر رضي الله عنهما فعل ذلك.
- أنها عبادة تتعلَّق بالشعر، فتنتقل إلى البشرة عند تعذُّره، كالمسح في الوضوء.
- أنه لو كان ذا شعر لوجب عليه إزالته وإمرار الموسى على رأسه، فإذا سقط أحدهما وهو وجود الشعر لتعذُّره، بقي الآخر وهو إمرار الموسى على البشرة.
ويُرَدُّ على هذا القول بما يأتي:
أن الحلق محلُّه الشعر، فسقط بعدمه، كما يسقط وجوب غسل العضو في الوضوء بفقده.
ولأن إمرار الموسى لو فعله في الإحرام لم يجب به دم، فكذلك لا يجب عند التحلُّل، كإمراره على الشعر من غير حلق.
وشدد على هذا، يمكن القول: إنه يُستحب لمن لا شعر له إذا أراد التحلُّل من إحرامه أن يُجري الموسى على رأسه تشبُّهًا بمن له شعر، والله أعلم.