القادم أصعب.. خبراء لـ «نيوز رووم»: إدارة ترامب تهدد بحرب تجارية عالمية

واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التصعيد في سياساته الاقتصادية، بعد إعلانه فرض رسوم جمركية على واردات السيارات وقطع الغيار بنسبة 25%، ما ساهم في زيادة الإقبال على شراء الذهب باعتباره الملاذ الآمن للاستثمار، ليسجل ارتفاعًا جديدًا، ويصل لمستويات غير مسبوقة.
كما هدد ترامب، عبر حسابه على منصة "تروث"، بأنه سيفرض المزيد من الرسوم على كندا والاتحاد الأوروبي، في حالة تعاونهما معًا من أجل الإضرار بالاقتصاد الأمريكي، ما أدى إلى زيادة التوتر الأسواق، وأثار مخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي، بسبب قرارات الرئيس الأمريكي وخطاباته العدائية.

اندفاع إدارة ترامب تُهدد بحرب تجارية عالمية
من جانبه، حذر الدكتور أيمن غنيم، الخبير الاقتصادي والقانوني، من مغبة اندفاع الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس دونالد ترامب في فرض رسوم وإجراءات حمائية ضد المنتجات والبضائع الأجنبية، لأن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى إجراءات مماثلة من الدول التي تضررت من تلك الرسوم، الأمر الذي يُهدد بحرب تجارية عالمية.
زيادة معدلات التضخم وانخفاض النمو الاقتصادي العالمي
وقال الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "ذلك سيؤدي إلى رفع أسعار السلع المستوردة داخل السوق الأمريكي، مما يزيد معدلات التضخم؛ وبالتالي يضغط علي الاحتياطي الفيدرالي إما لعدم خفض الفائدة على الدولار أو حتي لرفعها إذا زادت معدلات التضخم عن معدل الـ2% المستهدف".
وأشار غنيم، إلى أن معدلات الفائدة المرتفعة مع انخفاض معدلات التبادل التجاري بين الدول يؤدي بالضرورة إلي انخفاض النمو الاقتصادي العالمي، وخاصة أن العالم قد شهد ثلاث أزمات عالمية في الخمس سنوات الأخيرة، بداية من جائحة كورونا عام 2020، ثم الحرب الروسية الأوكرانية منذ عام 2022، ثم الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

العلاقة بين السياسة والاقتصاد علاقة تبادلية
ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن العلاقة بين السياسة والاقتصاد علاقة تبادلية، حيث يزيد الاستقرار السياسي من فرص النمو الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري الدولي والعكس صحيح، حيث تؤدي النزاعات والحروب إلى زيادة مخاطر الاستثمار وانقطاع سلاسل الشحن، الأمر الذي يؤدي إلي إصابة الأسواق بالركود وتزيد معدلات البطالة.
ترامب يقودنا إلى سيناريو الركود التضخمي
ومن جانبه، أكد أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أن ما يفعله ترامب يوميًا يقودنا إلى سيناريو سيء يُعرف بالركود التضخمي، وهذا هو المؤشر الاقتصادي الحالي الذي نتخوف منه خلال الفترة القادمة، موضحًا أن الركود التضخمي يعني زيادة في مستويات الأسعار، ولكن في نفس الوقت تباطؤ في المبيعات والإنتاج.
وأضاف أحمد معطي في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "فما يقوم به ترامب من سيناريو الرسوم الجمركية وغيرها من الإجراءات؛ سيقودنا إلى للركود التضخمي، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وبالتالي سيؤثر ذلك ارتفاع مستويات البطالة وزيادة مستويات الجرائم".

الركود التضخمي السيناريو الأسوأ
"من أسوأ الأمور الاقتصادية في العالم"، هكذا علق "معطي"، على سيناريو الركود التضخمي، وأضاف: "سبق أن مررنا بهذا الوضع مع جون بايدن وخلال فترة جائحة كورونا كانت فترة تضخم أيضًا، ولكن الخوف هذه المرة من استمرار حالة الركود التضخمي، وبالتالي استمرار سياسيات ترامب في رفع الرسوم على الدول".
الاتحاد الأوروبي يُحذر
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي نبه المواطنين الأوروبيين، بضرورة البدء في تخزين السلع والمنتجات المختلفة، لأنه يرى أنه قد يكون هناك سيناريوهات سيئة الفترة القادمة سواء من حيث المناخ أو قد تكون حروبًا، مضيفًا: "وبالطبع هذه إشارة سيئة جدًا لأن التوقيت اللي أعلن فيه ذلك جاء بعد رفع الرسوم الجمركية من أمريكا".
أسباب غضب الاتحاد الأوروبي
وشدد الخبير الاقتصادي، على أن جزئية السيارات من الأمور الهامة للغاية بالنسبة لأوروبا سواء بالنسبة لتشغيل العاملين أو الإنتاج، خاصة أن المجال يُعتبر من أهم المجالات، لذلك يُعد رفع الرسوم 25% ضربة قوية وسيناريو سيء جدًا.
وتابع: "وفي نفس الوقت قُرب الولايات المتحدة الأمريكية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدون مشاركة الاتحاد الأوروبي في المفاوضات من الأسباب التي أدت إلى تخوفهم، بجانب فكرة احتمالية وجود حرب قادمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، كل هذه المخاوف لدى أوروبا تذهب بهم إلى سيناريو سيء ".
القادم أصعب بسبب تعنت ترامب
ولفت "معطي"، إلى أنه في حالة حدوث أي شيء لأوروبا؛ العالم أجمع سيكون في سيناريو سيء جدًا اقتصادي طبعًا، وتابع: "وأرى أن القادم أصعب في ظل سياسات ترامب واستمراره في التعنت حتى تنخفض الديون لديه وتصل إلى أدنى مستويات الإنتاج".
وأوضح المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أن الديون هي مشكلة ترامب الرئيسية، لأنها أعلى من مستويات الإنتاج، ويعمل على تغطيتها، لذلك يضطر في أخذ هذه الإجراءات الحمائية والعقابية، وحل هذا الأمر للأسف يحتاج إلى وقت؛ ولن يتحقق في يوم أو اثنين أو شهر.