ليلة الإسراء 2025.. لماذا فرضت الصلاة في رجب واختلفت عن الأمم السابقة؟

لماذا فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين خاصة مع اقتراب ليلة الإسراء 27 رجب لعام 1446 هجريا، وفي السطور التالية نستعرض ما ذكره الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر.
لماذا فرضت الصلاة في شهر رجب؟
يقول الدكتور علي جمعة عبر حسابه على فيسبوك، إن اختار الله عز وجل شهر رجب الشريف الكريم، الذي تصب فيه الرحمات، لفرض الصلاة على المسلمين، موضحًا أن الصلاة آية من آيات الله تدل على أن النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ إنما هو رسول الله، فلو كان هذا الدين من عند سيدنا محمد ﷺ، ما فرض علينا الصلاة تكثيرًا للخلق حتى يدخلوا في دين الله أفواجًا، فإن صلاة المسلمين تكليف وتشريف؛ إذ ليس هناك أمة في الأرض تصلي لله كل يوم خمس مرات سوى المسلمين، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين.

الصلاة برنامج يومي فيه تكليف ومشقة
ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أن التكليف فيه مشقة، وكان من المتوقع أن يهرب الناس من المشقة، لكننا رأينا الإسلام ينتشر شرقًا وغربًا في كل العصور، حتى صرنا في أواخر هذا العصر من أكثر الأديان أتباعًا على وجه الأرض، وارتد الناس كثيرًا عن أديانهم، وأقل القليل من المسلمين من يرتد عن دينه.
وأكمل علي جمعة: الصلاة برنامج يومي فيه تكليف ومشقة، ولكن لأنها من عند الله، فهي تدخل اللذة في قلوب المسلمين، ولو عرفها الملوك وأباطرة الأرض لقاتلونا عليها، فهي صلة بين الإنسان وبين الرحمن، وعلاقة بين الإنسان وبين الأكوان.
لماذا اختلفت صلاة المسلمين عن غيرهم؟
وبين أننا في شهر كريم فرضت فيه الصلاة على غير مثال سابق من الأديان السابقة التي أنزلها الله للبشر، وفي حديث البخاري: «أن النبي ﷺ قاوله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فقد فرض الله خمسين صلاة، -وأخذ موسى في نصيحة النبي أن يراجع ربه في ذلك ويقول له-: لقد ابتليت بالناس من قبلك».
وتابع علي جمعة: إذا كان سيدنا النبي محمد ﷺ يعلم هذا، فكيف يفرض على الناس خمس صلوات؟ الحقيقة أنه لم يفرض شيئًا؛ الذي فرض هو الله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}، فعدّنا سبحانه وتعالى من أمة يريد منها الخشوع، ويريد منها أن تعبده بحب في قلبها، وبرحمة في سلوكها، وبوضوح في عقلها.

ليلة الإسراء والمعراج
وشدد جمعة: في هذا الشهر الكريم المحرم، الفرد صاحب الرحمات، أُسري بالنبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ من مكة إلى بيت المقدس، وعرج به من بيت المقدس إلى سدرة المنتهى، إلى العرش، ونحن نسمي هذا مجازًا بالمعجزة؛ لأنها تعجز من رآها، خارقة من خوارق العادات تخرج عن سنن الله الكونية، لا يستطيع من أمامي أن يأتي بها، مع ادعاء صاحبها النبوة والرسالة وتلقي الوحي من عند رب العالمين.
واختتم علي جمعة: لكن الإسراء والمعراج لم يشهده أحد، ولذلك فهو فوق المعجزة، فليس الغرض منه أن يعجز الناس، لأن الناس لم تره، إنما الغرض منه أن يؤسس لعقيدة: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله».