عاجل

علماء يعثرون على أول دليل أحفوري لحركة غير تقليدية لحيوان قديم

أقدم حيوان على الأرض
أقدم حيوان على الأرض

في اكتشاف استثنائي، عثر مجموعة علماء على أول دليل أحفوري يوضح حركة غير تقليدية لحيوان قديم يعود إلى 1.5 مليون سنة مضت. جاء هذا الاكتشاف على شكل آثار أقدام محفوظة جيدًا في شمال كينيا، قرب بحيرة توركانا القديمة. ما يجعل الاكتشاف فريدًا هو ظهور آثار لنوعين مختلفين من أسلاف البشر في نفس المكان وفي وقت قريب جدًا، ربما بفارق ساعات قليلة فقط.

يشير هذا الدليل الأحفوري إلى أن الإنسان المنتصب وإنسان كسارة البندق كانا يتجولان في بيئة السافانا الحارة بحثًا عن الطعام، مما يوفر لمحة حية عن حياتهما اليومية ويساعد العلماء على فهم سلوكهم في الماضي.

أين تم العثور على هذا الاكتشاف؟

تم العثور على هذا الدليل الأحفوري في عام 2021 خلال مسح ميداني في شمال كينيا بعد أمطار غزيرة كشفت عن الآثار. الفريق، المكون أساسًا من علماء كينيين، عثر على هذه الآثار في رواسب أرضية ناعمة قرب شاطئ البحيرة القديمة. تم تحديد فترة زمنية دقيقة للآثار من خلال تحليل الطبقات الجيولوجية، واستخدم العلماء تقنيات حديثة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد لتمييز الاختلافات بين النوعين.

من هم العلماء الذين قادوا الاكتشاف؟

قاد الفريق علماء بارزون مثل كريج فيبل، أستاذ في جامعة روتجرز، الذي درس الأحافير في كينيا لعقود. قال فيبل: "تواجدهما في نفس الموقع يشير إلى أنهما كانا يعيشون على ضفاف البحيرة ويستغلان البيئة نفسها". كما أكد كيفن هاتالا، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة "ساينس"، أن هذا الدليل الأحفوري يقدم صورة حية لكيفية تحرك أسلافنا. ساهمت أيضًا لويز ليكي في القيادة الميدانية وتطوير طرق جديدة لتحليل الآثار، مما يجعل هذا الاكتشاف خطوة مهمة لفهم تطور البشر.

أقدم حيوان على الأرض
أقدم حيوان على الأرض

ماذا يكشف هذا الدليل عن حياة أسلافنا؟

يوضح هذا الدليل الأحفوري تعايش نوعين مختلفين من أشباه الإنسان في نفس المنطقة، مما يثير تساؤلات حول تفاعلهما – هل تنافسا على الموارد أم تعاونا؟ كلا النوعين كانا يمشيان على قدمين، لكنهما تبنيا أنماط حركة مختلفة لتجنب المفترسات مثل التماسيح والأسود. يؤكد الاكتشاف أن تطور الإنسان لم يكن خطًا مستقيمًا، بل شبكة معقدة من الأنواع المتعايشة. كما يبرز أهمية آثار الأقدام كأحافير فريدة توفر معلومات عن السلوك لا يمكن الحصول عليها من العظام وحدها.

ماذا يعني هذا الاكتشاف لعلم التطور؟

مع هذا الدليل الأحفوري، أصبح واضحًا أن أسلافنا كانوا يتكيفون مع بيئات صعبة، مما ساعدهم على البقاء. يرى الخبراء فيه دليلًا على تداخل مناطق الوجود، وقد يؤدي إلى اكتشافات إضافية في المنطقة. رغم أننا لا نعرف إذا كان هناك تفاعل مباشر بين النوعين، إلا أن الفارق الزمني القصير يجعل ذلك ممكنًا. يذكرنا هذا الاكتشاف بأن تاريخ البشرية مليء بالمفاجآت، ويستمر العلم في كشف أسرار الماضي.

تم نسخ الرابط