سكان شارع الترعة بالمحلة الكبرى يستغيثون: القمامة تحاصرنا وتهددنا بالأمراض

في الوقت الذي تتحدث فيه الدولة عن مبادرات نظافة البيئة وتحسين جودة الحياة للمواطنين، يعيش أهالي شارع الترعة بحي ثاني المحلة الكبرى واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث تحولت الشوارع إلى أكوام من القمامة التي تتكدس يومًا بعد يوم دون أي تدخل فعّال من الأجهزة التنفيذية، وسط استياء واسع من الأهالي الذين يرون أن الإهمال بات العنوان الأبرز في منطقتهم.
يقول أحد سكان الشارع، بنبرة يغلب عليها الغضب والمرارة، إن القمامة أصبحت جزءًا من المشهد اليومي، تتراكم في كل زاوية دون رفع أو نظافة، ومع ارتفاع درجات الحرارة تتحول المنطقة إلى بؤرة للروائح الكريهة وانتشار الحشرات والكلاب الضالة، مما يعرض حياة الأطفال وكبار السن للأمراض والأوبئة. وأضاف أن الأهالي تقدموا بشكاوى عديدة إلى رئاسة حي ثاني المحلة، لكن دون أي استجابة تُذكر، وكأن معاناتهم لا تُرى ولا تُسمع.
وأشار أحد الأهالي إلى أن سيارات القمامة تمر أحيانًا مرور الكرام دون جمع النفايات بشكل كامل، مما يؤدي إلى تراكمها مرة أخرى بعد ساعات قليلة. وأكد أن بعض المواطنين اضطروا إلى إشعال النار في القمامة هربًا من الروائح والحشرات، ما يتسبب في تصاعد الأدخنة وانتشارها داخل المنازل، مهددة صحة الأطفال ومرضى الصدر.
وطالب الأهالي بتدخل عاجل من السيد رئيس حي ثاني المحلة الكبرى، مؤكدين أن الوضع لم يعد يُحتمل، وأن الشارع أصبح يعكس صورة سلبية لا تليق بمدينة بحجم ومكانة المحلة الكبرى، التي كانت دائمًا رمزًا للنظافة والنظام والانضباط. كما ناشدوا الأجهزة التنفيذية بضرورة تخصيص عمال نظافة دائمين للشارع، وتحديد مواعيد ثابتة لرفع القمامة، مع تركيب صناديق قمامة كبيرة بديلة عن الأكوام العشوائية المنتشرة على الأرصفة.
وأكد السكان أنهم لا يطالبون بالمستحيل، بل بحقهم الطبيعي في بيئة نظيفة وآمنة تحفظ كرامتهم وتحمي أبناءهم من الأمراض. وأضاف أحدهم قائلاً: “إحنا مش بنطلب رفاهية.. إحنا عاوزين الشارع يتنضف بس، ده أبسط حق لينا كمواطنين”.
يتسأل المواطنون هل سيبقى الوضع كما هو عليه ام سننتظر كارثة صحية جديدة تسبب الأمراض للتحرك سريعا ؟