عاجل

«أيديهم ملطخة بدماء الشهداء».. عمرو فاروق: لا مصالحة مع الإخوان الإرهابية

عمرو فاروق
عمرو فاروق

قال عمرو فاروق، الباحث في شؤون الإسلام السياسي والأمن الإقليمي، إن شرعية دولة 30 يونيو أو "الجمهورية الجديدة"، قائمة في الأساس على إخراج جماعة الإخوان من المعادلة السياسية للدولة المصرية، ومن ثم طرح فكرة المصالحة مع الجماعة أو قبولها يعد انتقاصًا وخصمًا من شرعية ورصيد النظام الحاكم سياسيًا وشعبيًا، ولا تعد محاولة منه لتوحيد "الجبهة الداخلية"، أو تفكيك الأزمة مع فصيل معارض، إذ لا يمكن اعتبار جماعة الإخوان فصيلًا سياسيًا في ظل تبنيها فكريًا وتورطها عمليًا في عمليات العنف المسلح ضد مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية.

وأضاف فاروق في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن جماعة الإخوان تمتلك تاريخ طويل من العمل السري والتنظيمي، والتشارك مع قوى خارجية في تنفيذ مخطط اسقاط الدولة خلال أحداث عام 2011، ومحاولة السيطرة على مفاصل الدولة عقب وصولها إلى السلطة، وتعاملها مع قطاعات الدولة وفق المكسب والغنيمة، وتعمدها اتباع ثقافة "المغالبة لا المشاركة" في العملية السياسية، فضلًا عن انتهاجها لتغيير "الهوية الفكرية" لمؤسسات الدولة من خلال "أخونة" مؤسسات الدولة والاطاحة بقياداتها الفاعلة واستبدالها برموز وعناصر تنظيمية وحركية في مختلف القطاعات الحيوية، يبرز حقيقة دورها وتمرير ما يعرف بمشاريع التقسيم التي تستهدف تغليب الطائفية والمذهبية من أجل  تفكيك الدولة ومؤسساتها.

وأشار الباحث في الإسلام السياسي، إلى أن جماعة الإخوان على مدار العشر سنوات الأخيرة أدارة معركة شرسة تشارك فيها الداخل والخارج لإسقاط أركان الدولة من خلال حملات إعلامية مصنوعة وممنهجة ومدعومة من قوى إقليمية توسعية، واستهدفت في إطارها تهديد السلم المجتمعي والأمن القومي المصري، ولم تتورع فيها من توظيف الشائعات والأكاذيب في إطار ما يعرف بحروب الجيل الربع والخامس، ما يعني أن الجماعة لعبت أدارا وظيفية لتحقيق مصالحها والانتقام من الشارع المصري أولا، قبل النظام السياسي ومن ثم الحديث عن تراجعها عن اطروحاتها الفكرية أو التنظيمية القائمة على تكفير والجاهلية واستخدام القوة، أمر غير حقيقي، وإلا لأعلنت قبل حديثها عن "المصالحة"، عن مراجعات فكرية وتنظيمية تجاه الدولة والمجتمع، واعترافها عن الجرائم التي فعلتها باسم الدين والشريعة.
وأكد فاروق، رغم إن الحديث والمبادرات المطروحة والمتكررة من قبل قيادات الإخوان، والضغوط الإقليمية لاحتواء الجماعة وعناصرها حول عملية "المصالحة"،  فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يفعلها، ولن يمنح جماعة الإخوان قبلة الحياة، مثلما فعل من قبل الرئيس السادات، الذي تم اغتياله في نهاية المطاف بعد محاولاته "استئناس" وتحييد قوى الإسلام السياسي والجماعات الأصولية فضلًا عن دورها اللاحق في اسقاط نظام الرئيس مبارك بتحالفها مع القوى التوسعية لتمرير مشروع "الشرق الوسط الجديد"، بما يضمن تحقيق إقامة "إسرائيل الكبرى".

تم نسخ الرابط