عاجل

حديث «أيما مسلم أطعم مسلما على جوع».. أزهري يوضح معناه وفضل التصدق

حديث «أيما مسلم أطعم
حديث «أيما مسلم أطعم مسلما على جوع»

ما معنى حديث «أيما مسلم أطعم مسلما على جوع»؟، سؤال أجابه الدكتور جمال الأكشة عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، حيث شدد على أنه كُلَّمَا كَثُرَت حَاجَةُ المُتَصَدَّقِ عَلَيْهِ ، كَانَ الأجْرُ أَعْظَمَ.

حديث «أيما مسلم أطعم مسلما على جوع»

روي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" أيُّما مسلِمٍ كسا مسلِمًا ثوبًا على عُريٍ كساهُ اللهُ من خَضِرِ الجنَّةِ، وأيُّما مسلِمٍ أطعمَ مسلِمًا على جوعٍ أطعمَهُ اللهُ من ثِمارِ الجنَّةِ، وأيُّما مسلِمٍ سقى مسلِمًا على ظمأٍ سقاهُ اللهُ منَ الرَّحيقِ المختومِ". أخرجه أبو داود وسكت عنه واللفظ له ، والترمذي، وأحمد، والبيهقي في شعب الإيمان، وأبو يعلى في مسنده بلفظ قريب، وقال عنه الهيتمي المكي في الزواجر: صحيح أو حسن، كما حسنه ابن حجر العسقلاني في هداية الرواة.

شرح مفردات حديث «أيما مسلم أطعم مسلما على جوع»

"كساه الله من خضر الجنة": أي من ثيابها، الخضر جمع أخضر من باب إقامة الصفة مقام الموصوف ، وفيه إيماء إلى قوله تعالى{ويلبسون ثيابا خضرا} .

"أطعمه الله من ثمار الجنة":فيه إشارة إلى أن ثمارها أفضل أطعمتها.

"سقاه الله من الرحيق المختوم":أي من خمر الجنة أو شرابها ، والرحيق: صفوة الخمر والشراب الخالص الذي لا غش فيه ، والمختوم: هو المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه ، ولم يصل إليه غير أصحابه ، وهو عبارة عن نفاسته ، وقيل: الذي يختم بالمسك مكان الطين والشمع ونحوه.

وقال الطيبي: هو الذي يختم أوانيه لنفاسته وكرامته.

وقيل: المراد منه آخر ما يجدون منه في الطعم رائحة المسك ومن قولهم : ختمت الكتاب ، أي: انتهيت إلى آخره. وفيه إيماء إلى قوله تعالى:{يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك }.

أيهما أفضل مساعدة الفقراء أم نافلة الحج؟ 

تقول دار الإفتاء: في هذا العصر الذي كثرت فيه الفاقات واشتدت الحاجات وضعف فيها اقتصاد كثير من البلاد الإسلامية نفتي بأن كفاية الفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغيرها من وجوه تفريج كرب الناس وسد حاجاتهم مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة بلا خلاف، وأكثر ثوابًا منها، وأقرب قبولًا عند الله تعالى، وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، واتفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبوعة، وأنه يجب على أغنياء المسلمين القيام بفرض كفاية دفع الفاقات عن أصحاب الحاجات، والاشتغال بذلك مقدَّم قطعًا على الاشتغال بنافلة الحج والعمرة، والقائم بفرض الكفاية أكثر ثوابًا من القائم بفرض العين؛ لأنه ساعٍ في رفع الإثم عن جميع الأمة، بل نص جماعة من الفقهاء على أنه إذا تعينت المواساةُ في حالة المجاعة وازدياد الحاجة على مريد حج الفريضة فإنه يجب عليه تقديمها على الحج؛ للاتفاق على وجوب المواساة حينئذٍ على الفور، بخلاف الحج الذي اختلف في كونه واجبًا على الفور أو التراخي.

وتابعت: لا يجوز للواجدين إهمالُ المعوزين تحت مبرر الإكثار من النوافل والطاعات؛ فإنه لا يجوز ترك الواجبات لتحصيل المستحبات، ولا يسوغ التشاغل بالعبادات القاصرة ذات النفع الخاص، وبذل الأوقات والأموال فيها، على حساب القيام بالعبادات المتعدية ذات المصلحة العامة، وعلى مريد التطوع بالحج والعمرة السعيُ في بذل ماله في كفاية الفقراء، وسد حاجات المساكين، وقضاء ديون الغارمين، قبل بذله في تطوع العبادات، كما أن تقديم سد حاجات المحتاجين وإعطاء المعوزين على التطوع بالحج أو العمرة ينيل فاعلها ثواب الأمرين معًا.

تم نسخ الرابط