استاذ علوم سياسية: مصر تواجه تحديات متزايدة على حدودها وتتمسك بثوابتها

أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم السياسية، أن سياسة مصر الخارجية، خلال السنوات الماضية، اتسمت بالثبات والوضوح في دعم الدول العربية، والحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وقال «عاشور» في تصريح خاص لموقع «نيوز رووم»، إن هذا الدور يقوم على أربعة مبادئ رئيسية وهم «احترام قواعد القانون الدولي، وحماية مؤسسات الدولة الوطنية، ودعم تطلعات الشعوب، ورفض التدخلات الخارجية».
وأضاف «عاشور»، أن موقف مصر تجاه الأزمات في ليبيا، وسوريا، والسودان، واليمن، كان واضحًا، حيث ركزت القاهرة دائمًا على دعم الجيوش والمؤسسات الوطنية، باعتبارها الضمانة الحقيقية لوحدة الدولة واستقرارها، مع رفض وصول أي تنظيمات أو ميليشيات مسلحة إلى الحكم؛ لما يحمله ذلك من مخاطر على بقاء الدولة نفسها.

وأشار «عاشور»، إلى أن موقف مصر ذاته ينطبق على لبنان، حيث تواصل الدولة المصرية دعمها للجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية، باعتبار أن تقوية الدولة يضعف من فرص تمدد التنظيمات المسلحة.
المخاطر المحيطة بالحدود المصرية
ولفت الدكتور «رامي عاشور»، إلى أن مصر تواجه في الوقت الراهن تحديات متزايدة على حدودها الغربية والجنوبية والشرقية، نتيجة تصاعد الصراعات في دول الجوار، وانتشار التنظيمات المتطرفة والميليشيات العابرة للحدود، فضلًا عن محاولات تهريب السلاح والبضائع والمهاجرين غير الشرعيين.
وأوضح، أن هذه التهديدات تجعل من الأمن الحدودي أولوية قصوى للدولة المصرية، التي تبذل جهودًا مكثفة لتعزيز قدرات المراقبة والسيطرة عبر قواتها المسلحة، وتوسيع نطاق التعاون الاستخباراتي والعسكري مع الدول المجاورة لضمان استقرار الحدود ومنع أي اختراقات تمس الأمن القومي.
وتابع، أن مصر تدافع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، دون الانحياز لأي فصيل، وتعمل على تثبيت الوجود الفلسطيني من خلال المبادرات الإنسانية والسياسية ومشروعات إعادة الإعمار.
وأضاف «عاشور»: أن «القاهرة تتحرك أيضًا على المستوى الإقليمي لمواجهة ثلاثة مشاريع خطيرة تهدد الأمن القومي العربي، وهي: المشروع الإيراني الساعي لمد النفوذ الفارسي، المشروع التركي المرتبط بإحياء الإرث العثماني، والمشروع الإسرائيلي المرتبط بفكرة (إسرائيل الكبرى)».
الأمن القومي العربي
وأكد، أن مصر تعمل على تعطيل هذه المشاريع من خلال التنسيق مع شركائها العرب، وتسليط الضوء على المخاطر في المحافل الدولية، ودعم صمود الشعوب في مواجهة هذه المخططات.
ونوه إلى أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وأن مصر ستواصل دورها التاريخي في حماية استقرار المنطقة والحفاظ على وحدة دولها ومؤسساتها الوطنية.