عاجل

الشهيد الحي.. قصة النقيب أبو بكر ذكي بطل القليوبية الذي عاد من الموت

الشهيد الحى
الشهيد الحى

يعد النقيب أبو بكر ذكي واحدًا من الأسماء التي خلدها التاريخ في ذاكرة الوطن، فهو من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقدموا أرواحهم فداءً لمصر، لتظل سيرتهم علامة مضيئة في سجل الشرف والفداء.

في ذاكرة مصر أسماء لا تنسى، لأبطالٍ سطروا بأفعالهم قصصًا تروى للأجيال عن الشجاعة والإخلاص والانتماء الحقيقي لتراب الوطن، ومن بين هؤلاء الأبطال العظام يبرز اسم النقيب أبو بكر ذكي، ابن قرية ميت عاصم التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية، والذي لقب بـ "الشهيد الحي" بعد أن عاد من الموت ليبقى شاهدًا على بطولات رجال القوات المسلحة المصرية، وتضحياتهم الخالدة في سبيل رفعة الوطن وحماية أمنه واستقراره.

بداية المشوار في صفوف قوات الصاعقة

يقول النقيب أبو بكر ذكي ابن محافظة القليوبية إنه التحق بصفوف قوات الصاعقة المصرية، ليكون واحدًا من رجالها الأشداء الذين سطروا بدمائهم صفحات من العزة والفداء والبطولات في الدفاع عن أرض الوطن مصر.

مفقود 25 يومًا في سيناء بعد نكسة 67

معقبًا بقوله: إنه بعد أحداث نكسة 1967، تلقت أسرته خبر فقدانه في سيناء لمدة 25 يومًا، وأُبلغ شقيقه أنه مفقود منذ 25 يومًا، ليعم الحزن أرجاء القرية وتُقام له مراسم العزاء.

لكن القدر كان له كلمة أخرى، حيث يروي النقيب أبو بكر ذكي تفاصيل تلك الأيام، قائلًا إنه كان يستتر داخل الخنادق نهارًا لتجنب رصد الطائرات الإسرائيلية له، بينما كان يتحرك ليلًا مع رفاقه في رحلة تحدي الموت عبر صحراء سيناء حتى وصلوا إلى قناة السويس، حيث استقبلتهم القوات المصرية بالترحاب والفخر.

لحظة العودة التي هزت قريته

ويحكي البطل عن لحظة عودته إلى منزله بعد أن ظن الجميع أنه رحل عن الحياة واستُشهد في المعركة، قائلًا: «عدت إلى المنزل بعد صلاة العشاء وطرقت الباب، وعندما سألتني أمي من الطارق، قلت: أنا ابنك النقيب أبو بكر ذكي، فقالت لي: ابني استشهد في المعركة، ثم أُغمي عليها عندما رأتني أمامها حيًا، ووالدي أصيب بالذهول، لكنني طمأنتهما وعدت إلى وحدتي لاستكمال واجبي مع القوات المصرية العظيمة».

من نكسة 67 إلى نصر أكتوبر المجيد

وأضاف النقيب أبو بكر، المُلقب بـ"الشهيد الحي"، أنه عاد إلى صفوف وحدته ليشارك في حرب الاستنزاف، ثم كان أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، ليصبح من القلائل الذين خاضوا ثلاث حروب كبرى دفاعًا عن مصر.

فخر الانتماء للقوات المسلحة المصرية

ويؤكد البطل بفخر قائلًا: «إنني أفتخر بانتمائي للقوات المسلحة المصرية، فهي مدرستي الأولى ومصدر عزتي طوال حياتي. شاركت في حروب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973، ورغم أنني تجاوزت الخامسة والسبعين من عمري، إلا أنني ما زلت جاهزًا لأي تكليف من الوطن، فخدمة مصر شرف طوال العمر وحتى ألقى ربي».

تحية من الشهيد الحي إلى الرئيس السيسي

ووجه النقيب أبو بكر ذكي التحية والتقدير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: «الرئيس عبد الفتاح السيسي يحمل راية مصر بكل إخلاص، ويواصل مسيرة البناء والتضحية لحماية الوطن من كل خطر. نحن جميعًا نقف خلفه بكل فخر، وندعمه من أجل مستقبل أفضل لمصر».

رسالة للشباب: كونوا سندًا لوطنكم

كما وجّه النقيب أبو بكر رسالة إلى شباب مصر، قائلًا: «كونوا دائمًا سندًا لبلدكم ورئيسكم، واحموا مصر الأبية التي أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر. فأنتم الأمل، ومصر أمانة في أعناقكم».

فخر الأسرة والقرية بالبطل الحي

من جانبها، عبرت أسرته عن فخرها الكبير بما قدّمه من بطولات وتضحيات، مؤكدين أن ما فعله غرس فيهم حب الوطن والانتماء الحقيقي لترابه.

كما عبر جيرانه وأهالي قرية ميت عاصم عن اعتزازهم به، قائلين إنهم يفخرون بأن قريتهم أنجبت بطلًا من رجال القوات المسلحة المصرية الذين كتبوا أسماءهم في سجلات المجد المصري.

تكريم رئاسي ووسام نجمة سيناء

يذكر أن النقيب أبو بكر ذكي قد نال تكريمًا من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي منحه وسام نجمة سيناء تقديرًا لشجاعته وبطولاته، كما كرمته عدد من المؤسسات الوطنية والإعلامية عرفانًا بما قدمه في سبيل الوطن.

الشهيد الحي.. رمز خالد للعزة والوفاء

وتبقى أسماء شهداء الوطن، ومن بينهم اسم الشهيد الحي النقيب أبو بكر ذكي، رمزًا خالدًا للوفاء والعزة، ونموذجًا لجيلٍ من الرجال الذين واجهوا الموت من أجل أن تظل راية مصر خفاقة عالية، وتبقى سيرتهم مصدر فخر وإلهام للأجيال القادمة.

الشهيد الحى

تم نسخ الرابط