في الجنوب.. كلية البنات بالأقصر تستقبل أولى طالبات معهد تمريض الأزهر بأسيوط

بعد سنوات من الانتظار، تحقّق الحلم أخيرًا لأهالي محافظتي الأقصر وقنا، مع إعلان كلية البنات الأزهرية بطيبة عن بدء الدراسة رسميًا لأول فصل لطالبات معهد التمريض التابع لجامعة الأزهر بأسيوط داخل مقر الكلية بالأقصر، في حدث وصفه كثيرون بأنه بداية مرحلة جديدة من التيسير والنهضة التعليمية في الجنوب.

توجيهات من الإمام الأكبر ورؤية إنسانية شاملة
جاء هذا القرار الكريم استجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبدعم من رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود، ونائبي رئيس الجامعة الدكتور محمود صديق والدكتور محمد عبدالمالك، وذلك في إطار خطة الأزهر لتقريب فرص التعليم الجامعي المتخصص لأبناء الصعيد وتخفيف أعباء السفر عن الفتيات وأسرهن.
وأكدت جامعة الأزهر أن هذا الفصل الدراسي يُعد بداية لتوسع تدريجي في إنشاء فروع تعليمية متخصصة في المحافظات الجنوبية، بما يحقق العدالة التعليمية ويرسّخ الدور الوطني والتنموي للأزهر الشريف.

فرحة في أول أيام الدراسة
شهدت الكلية بالأقصر صباح اليوم أجواء احتفالية مفعمة بالبهجة، مع استقبال الدفعة الأولى من طالبات معهد التمريض، حيث كان في استقبالهن الأستاذ الدكتور كرم عبدالستار المحرزي، عميد الكلية والمشرف على الفصول التمريضية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والإداريين.
وتوافد أولياء الأمور لمشاركة بناتهم فرحة هذا اليوم، معبرين عن امتنانهم الكبير للأزهر الشريف وجامعته العريقة، مؤكدين أن هذه الخطوة أعادت الأمل للأسر البسيطة في تعليم كريم لبناتهن دون عناء السفر أو الغربة.

العميد المحرزي: التعليم رسالة الأزهر في خدمة الإنسان
من جانبه، عبّر فضيلة الدكتور كرم عبدالستار المحرزي عن سعادته البالغة بهذا الحدث التاريخي، مؤكدًا أن افتتاح هذا الفصل يمثل رسالة الأزهر في الجمع بين العلم والإيمان، والتعليم والخدمة الإنسانية.
وقال: "نحن لا نُعدّ طالبات فحسب، بل نُخرّج جيلًا يحمل في قلبه الرحمة، وفي عقله العلم، وفي يده رسالة لخدمة المجتمع المصري والإنساني بأسره."

الأزهر يمد جسور العلم جنوبًا
وأكد المحرزي أن الكلية وضعت خطة شاملة لتقديم الدعم الأكاديمي والتدريبي لطالبات التمريض، من خلال التعاون مع القطاع الطبي بالأزهر والمستشفيات الجامعية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يفتح الباب أمام فرص جديدة في التعليم الصحي للبنات بالصعيد، ويمثل نموذجًا للربط بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي في بيئة أزهرية راقية.

شكر وامتنان للقيادات الداعمة
وفي ختام الفعاليات، وجّه الحاضرون خالص الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على دعمه المتواصل لتوسيع رقعة التعليم الأزهري، وللقيادات الجامعية التي حرصت على متابعة تنفيذ القرار على أرض الواقع.
وأكدوا أن افتتاح هذا الفصل بالأقصر ليس مجرد خطوة تعليمية، بل رسالة حب ووفاء من الأزهر لأهالي الجنوب، تُجسّد رؤيته المستنيرة في بناء الإنسان ونشر رسالة العلم والخير في كل ربوع الوطن.