عاجل

«حلم عمره».. مرمم مصري يعود لمقبرة أمنحتب الثالث بعد عقدين من الترم

وزير الأثار والمرمم
وزير الأثار والمرمم المصرى

بعد رحلة صمت امتدت لآلاف السنين، افتتحت مقبرة الملك «أمنحتب الثالث» أبوابها؛ لتكشف عن نقوشها وألوانها المذهلة التي صمدت أمام الزمن، وتحكي قصة ملك عظيم قاد مصر إلى قمة مجدها في عصر الأسرة الثامنة عشرة، وذلك في أجواء ترقبها عيون العالم خلال الساعات الماضية.

وخطف المرمم المصري، محمد محمود، الأضواء خلال الاحتفال بافتتاح مقبرة الملك «أمنحتب الثالث» بمنطقة وادي الملوك، بالبر الغربي في محافظة بالأقصر، بعدما استدعاه وزير السياحة والأثار، شريف فتحي، إلى المنصة وسط تصفيق الحاضرين؛ ليكرّمه أمام الجميع تقديرًا لجهده الممتد على مدار أكثر من عشرين عامًا في ترميم واحدة من أعظم المقابر الملكية في التاريخ المصري القديم.

مقبرة الملك «أمنتحت الثالث» تجذب الأنظار العالمية 

وقال المرمم المصري: «كنت أعمل هنا وأنا شاب فى مقتبل العمر وشعرى أسود، واليوم أعود لأراها فى أبهي صورها، وشعرى صار أبيض هذة لحظة عمرى وها هو الحلم الذى انتظرته يتحقق أمام عيني».

وأضاف المرمم المصري أثناء افتتاح مقبرة الملك «أمنحتب الثالث»؛ لأنه رغم خروجه إلى التقاعد، حرص على الحضور خصيصًا؛ ليشهد ثمرة جهد السنين التي قضاها بين الجداريات والنقوش، مؤكدًا أن المقبرة أصبحت اليوم أيقونة تروى للأجيال القادمة قصة شغف وإصرار المرممين المصريين على حماية تراث بلادهم.

تعاون مصري – ياباني تحت مظلة اليونسكو

وشهدت أعمال الترميم تعاونًا مصريًا يابانيًا فريدًا من نوعه، تم تنفيذه عبر ثلاث مراحل بدأت في عام 2001، واستمرت حتى عام 2024، تحت إشراف منظمة اليونسكو، بمشاركة خبراء من جامعتي وأسيدا وهيجافي نيبون اليابانيتين، وفريق دولي من المرممين والمهندسين وعلماء المصريات.

افتتاح مقبرة الملك «أمنتحتب الثالث» أبهَر العالم

وتُعد مقبرة الملك «أمنحتب الثالث»، أحد أعظم ملوك الدولة الحديثة، من أكبر المقابر الملكية وأجملها من حيث الزخارف، والألوان التي تخلّد رحلته في العالم الآخر، وقد ساهم المشروع في إعادة الحياة إلى جدارياتها الفريدة ونقوشها التي تزين الأعمدة والأسقف، بعد أن عانت لعقود من التلف بفعل الزمن والأملاح.

إشادة رسمية ودولية

من جانبه، أكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الإنجاز يمثل نموذجًا ملهمًا للتعاون الدولي في صون التراث الإنساني، مشيدًا بجهود الأثريين المصريين الذين قادوا العمل بروح وطنية عالية.

كما عبّرت الدكتورة نوريا سانز، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، عن فخرها بالمشاركة في هذا المشروع، مؤكدة أن افتتاح المقبرة ليس مجرد حدث أثري، بل رسالة للعالم بأن الحضارة المصرية ما زالت تنبض بالحياة.

عودة المجد إلى وادي الملوك

وبإعادة افتتاح مقبرة أمنحتب الثالث، تستعيد الأقصر فصلًا جديدًا من مجدها الفرعوني، وتضيف إلى خريطتها السياحية كنزًا أثريًا جديدًا يجذب أنظار العالم، في ظل جهود الدولة المتواصلة بقيادة المهندس عبدالمطلب عمارة محافظ الأقصر ، الذي يوجّه بتطوير البنية التحتية والنظافة والإضاءة والرصف لتظل الأقصر جديرة بلقب عاصمة السياحة العالمية.

تم نسخ الرابط