يوسف الحسيني: القاهرة تحتضن مفاوضات حرجة لتسليم الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة

تستعد القاهرة لاستضافة مفاوضات حاسمة بين جميع الأطراف المعنية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تركز الاجتماعات المرتقبة على ملف تسليم الأسرى. وتهدف هذه المباحثات إلى تمهيد الطريق نحو التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، ووضع أسس واضحة للتعامل مع سيناريوهات ما بعد وقف إطلاق النار.
وتأتي الجهود الدبلوماسية المكثفة وسط تصاعد التوتر على الأرض، مع استمرار العمليات العسكرية في غزة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين. وأكدت مصادر مصرية رسمية أن القاهرة تعمل على جمع كل الأطراف في مكان واحد لضمان الحوار المباشر والفعال، بما يقلل من مخاطر أي انفلات أمني محتمل.
وأوضح الإعلامي يوسف الحسيني، أن تحديد موعد الاجتماع في القاهرة أصبح الآن على طاولة البحث النهائي، وسط تأكيدات بأن اللقاء سيجمع ممثلين عن الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى أطراف عربية ودولية داعمة للجهود الإنسانية والدبلوماسية. ويأتي هذا الاجتماع في إطار مساعي مصرية متواصلة للوساطة منذ اندلاع النزاع الأخير، بهدف الحد من الخسائر البشرية وإيجاد حلول عملية لمشاكل الأسرى.
وأشار الي أن ملف الأسرى يمثل حجر الزاوية في المفاوضات، حيث يشكل تسليمهم خطوة ضرورية لتهيئة المناخ السياسي للتوصل إلى وقف إطلاق النار. ويعتبر هذا الملف حساسًا للغاية بالنسبة لجميع الأطراف، إذ يرتبط بالثقة المتبادلة وبالإرادة السياسية لوقف التصعيد العسكري.
ولفت الحسيني الي أن التحديات المطروحة أمام المفاوضات كبيرة، بدءًا من الخلافات حول جدول التسليم، وصولاً إلى الضمانات الأمنية التي يتطلبها كل طرف لضمان عدم خرق وقف إطلاق النار. ورغم هذه الصعوبات، أكدت مصادر مصرية أن هناك تقدمًا ملموسًا في التنسيق بين الوسطاء الدوليين والأطراف المتفاوضة، وهو ما يبعث على التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.
وتابع أن سيناريوهات ما بعد وقف إطلاق النار أيضًا على أجندة المباحثات، حيث يجري البحث حول ترتيبات إعادة الإعمار في غزة، والضمانات الدولية لعدم عودة التصعيد، بالإضافة إلى توفير المساعدات الإنسانية العاجلة. وتسعى القاهرة إلى وضع خطة شاملة تضمن استدامة الهدنة وتمنع تجدد العنف، مع التركيز على حماية المدنيين وتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.
وشدد علي أن الدور المصري يحظى بدعم دولي واسع، إذ أشادت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالجهود المصرية، معتبرة القاهرة شريكًا محوريًا في الوساطة لتحقيق السلام المؤقت والمستدام. ويُتوقع أن تؤدي هذه المفاوضات إلى اتفاق مبدئي يفتح المجال أمام خطوات لاحقة نحو استقرار المنطقة ووقف الخسائر البشرية.
وواصل قائلا: أن المجتمع الدولي يراقب المفاوضات عن كثب، مع تأكيدات على ضرورة الالتزام بالهدنة لضمان عدم تفاقم الأزمة الإنسانية. وفي ظل الضغوط الداخلية والإقليمية، تبدو القاهرة حريصة على استثمار موقعها الاستراتيجي وقدرتها على الجمع بين الأطراف المختلفة لإنجاح هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات.
واختتم بأن المقاربة المصرية ترتكز على التوازن بين الأمن والسياسة، حيث يسعى المسؤولون إلى ضمان مصالح جميع الأطراف دون الإضرار بالقضايا الإنسانية الملحة. ومن المتوقع أن تكون نتائج الاجتماع المرتقب مؤشرًا حاسمًا على مستقبل وقف إطلاق النار ومدى قدرة الأطراف على الالتزام بتفاهمات استثنائية في ظروف صعبة.