الشيخ خالد الجندي يوضح الفرق بين كلمتي “جَنة” و”جُنة” في القرآن الكريم

يعد التشكيل في اللغة العربية أحد أهم العناصر التي تُؤثر على المعنى، ويظهر ذلك بوضوح في القرآن الكريم، حيث يمكن أن يؤدي تغيير حركة حرف واحد إلى اختلاف المعنى بالكامل

وقد أوضح الشيخ خالد الجندي من برنامج " لعلهم يفقهون " المذاع على قناة " dmc “أن كلمة “جُنة” تعني الستر، الوقاية أو الحماية، وقد وردت في عدة مواضع من القرآن الكريم بمعانٍ مختلفة، منها:
• في قوله تعالى: “اتخذوا أيمانهم جُنة”، أي أن المنافقين والكافرين يستخدمون إيمانهم كغطاء أو وسيلة لحماية أنفسهم من العقاب أو الفضح، بينما هم في الحقيقة ليسوا صادقين في إيمانهم.
• حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الصوم جُنة”، أي أن الصوم يحمي العبد من المعاصي والشهوات ويكون سببًا في وقايته من النار.

2- معنى “جَنة” في القرآن الكريم 

أما كلمة “جَنة” بفتح الجيم، فهي تعني البستان أو الجنة التي وعد الله بها المؤمنين في الآخرة، حيث قال الله تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ”.

3- الفرق بين الكلمتين في الاستخدام القرآني

• “جُنة” (بالضم): تعني الحماية والوقاية، سواء كانت في سياق الإيمان الزائف للمنافقين أو في سياق العبادات مثل الصيام.
• “جَنة” (بالفتح): تعني البستان العظيم أو الجنة التي أعدها الله للمؤمنين في الآخرة.

تفسيرات قرآنية أخرى أشار إليها الشيخ

أ- تفسير آية في سورة الحشر

تناول الشيخ خالد الجندي تفسير قوله تعالى: “مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ”، مشيرًا إلى أن “اللِّينة” تعني غصن الشجرة، وأوضح أن هذه الآية تتحدث عن الظروف العسكرية التي قد تستدعي قطع الأشجار لأسباب حربية، لكن ذلك يكون بإذن من الله وليس اعتباطيًا.

ب- تفسير آية في سورة المنافقون

فسّر الشيخ قوله تعالى: “كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ” في وصف المنافقين، موضحًا أن المنافقين يشبهون الخشب المسندة، أي أنهم بلا حياة ولا فائدة، فهم ضعفاء لا يستطيعون اتخاذ موقف أو مواجهة العدو، رغم أن ظاهرهم قد يكون حسنًا.

وختم الشيخ خالد الجندي أن فهم المعاني الدقيقة للألفاظ القرآنية يساعد في إدراك الرسائل العميقة التي تحملها النصوص الإلهية، داعيًا إلى التدبر في كلمات القرآن واستيعاب دلالاتها اللغوية والشرعية