الشيخ خالد الجندي يوضح معنى "يوم التغابن" في القرآن الكريم

سورة "التغابن" من السور المدنية، وتتناول موضوعات تتعلق بالإيمان، الحساب، والجزاء، وتوضّح الفارق بين المؤمنين والكافرين في الدنيا والآخرة. 

وقد تناول الشيخ خالد الجندي تفسير "يوم التغابن" الوارد في السورة الكريمة، موضحًا أنه اليوم الذي يدرك فيه الإنسان حقيقة ما فاته من خير، ويشعر بالندم على ما ضيّعه من فرص للنجاة والفلاح.

الغبن والخسارة في الدنيا والآخرة

وأوضح الجندي من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc" أن "الغبن" في اللغة يشير إلى الخسارة أو الظلم في التقدير، وضرب مثالًا بتاجر يبيع سلعة دون أن يدرك قيمتها الحقيقية، ثم يكتشف لاحقًا أنه باعها بأقل مما تستحق. 

وأشار إلى أن الكافر والمنافق يوم القيامة سيشعران بهذا الغبن، حيث سيدركان أنهما فرّطا في الجنة وباعا آخرتهم لأجل متاع زائل من الدنيا، سواء كان ذلك سعيًا وراء المال، الجاه، القبيلة، أو أي إغراء دنيوي آخر.

أسماء يوم القيامة ودلالاتها

وأضاف الجندي أن يوم القيامة يُعرف بعدة أسماء، ومنها "يوم التغابن"، حيث يكشف الله الحقائق للناس، ويظهر الفرق بين من ربح ومن خسر، ومن استثمر في طاعة الله ومن أضاع فرص النجاة.

تفسير آيات من سورة الطلاق

كما أشار الجندي إلى تفسير آيات من سورة الطلاق، موضحًا أن الإسلام شدد على معاملة الزوجة بعدل ورحمة، حيث يأمر الله الأزواج بأن يُسكنوا زوجاتهم وفق قدراتهم المالية في قوله تعالى:" أسكنوهن من حيث سكنتم من وُجدكم"، ويحذرهم من التضييق عليهن عمدًا لإجبارهن على الطلاق.

الرزق بين التوسيع والتضييق

ختم الشيخ حديثه بتفسير قوله تعالى: “لينفق ذو سعة من سعته ومن قُدر عليه رزقه”، موضحًا أن الرزق قد يكون واسعًا أو محدودًا، وعلى الإنسان أن يُنفق وفق طاقته، مع ضرورة مراعاة العدل والرحمة في جميع الأحوال

أبرز المعاني الواردة في سورة التغابن:

1- تنزيه الله وعظمته (الآيات 1-4)

تبدأ السورة بتسبيح الله وتمجيده، وتؤكد أنه سبحانه هو الذي خلق السموات والأرض، وصور الإنسان في أحسن تقويم، وهو عليم بما في الصدور.

2- العلم الإلهي وقدرته على كل شيء (الآيات 5-7)

تشير هذه الآيات إلى قدرة الله المطلقة وعلمه الشامل، وتحذّر من تكذيب الرسل كما فعلت الأمم السابقة، حيث كان مصيرهم العذاب والهلاك.

3- الإيمان بالقضاء والقدر (الآيات 8-10)

تدعو السورة إلى الإيمان بالله ورسوله، وتؤكد أن كل شيء يقع بإرادة الله وعلمه السابق، وتوضّح عاقبة الكافرين في النار، في مقابل النجاة والفوز للمؤمنين في الجنة.

4- يوم التغابن ومعناه (الآية 9)

تسمّي السورة يوم القيامة بـ “يوم التغابن”، وهو اليوم الذي يتبيّن فيه الخاسر من الرابح، حيث يندم الكافرون والمنافقون على ما فرّطوا فيه من طاعة الله، ويدركون أنهم باعوا الجنة بمتاع الدنيا الفاني.

5- الاختبار في المال والأولاد (الآيات 14-18)

توضح السورة أن الأموال والأولاد فتنة، ويجب على المؤمن أن يكون حذرًا من أن يشغله حب الدنيا عن ذكر الله وطاعته. كما تدعو إلى التقوى، العفو، والإحسان في التعامل مع الآخرين.

6- الإنفاق والرزق بيد الله (الآيات 15-17)

تؤكد السورة على أهمية الإنفاق في سبيل الله، وأن الله هو الذي يوسّع الرزق أو يضيّقه على عباده لحكمة يعلمها، وتدعو المؤمنين إلى الإحسان والعطاء دون تردد.

7- الاعتماد على الله والتوكل عليه (الآية 13)

تشدد السورة على أن الله هو المولى والوكيل، وهو الكافي لعباده، لذا يجب على المؤمنين أن يثقوا به ويسلّموا أمورهم إليه.

الرسائل الأساسية في السورة
• التأكيد على أن كل شيء بيد الله، وهو الذي يختار لعباده الخير.
• التذكير بـ حقيقة الدنيا الفانية، وضرورة السعي للآخرة.
• التحذير من الندم يوم القيامة، حيث يتضح الفرق بين المؤمنين والكافرين.
• الدعوة إلى الإنفاق، التقوى، وحسن معاملة الأهل.