دبلوماسي فلسطيني: مساعٍ أوروبية لفرض هدنة إنسانية في قطاع غزة (فيديو)

ذكر الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، بأن بريطانيا وفرنسا دعتا لعقد جلسة في مجلس الأمن بهدف فرض هدنة إنسانية في قطاع غزة قبل عيد الفطر، في محاولة لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين يواجهون أزمة إنسانية متفاقمة بسبب القصف المستمر والحصار الإسرائيلي؛ ورغم أهمية هذه المبادرة الأوروبية، فإن جبر أبدى تشاؤمه بشأن نجاحها، مشيرًا إلى العائق الكبير المتمثل في الموقف الأمريكي المؤيد بشدة لإسرائيل.
التحديات والقرارات الأممية
وأشار جبر إلى أن الولايات المتحدة، التي تقود سياسة داعمة لإسرائيل منذ عهد الرئيس ترامب، تمارس ضغوطًا على الدول الأوروبية والعربية لعرقلة أي قرارات قد تؤدي إلى فرض التزامات دولية على إسرائيل؛ هذا الانحياز الأمريكي الدائم يجعل من الصعب إقرار أي قرار ملزم في مجلس الأمن بشأن الأزمة في غزة، خاصة فيما يتعلق بفرض هدنة أو رفع الحصار.
وتابع الدكتور جبر حديثه بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يُلقي بالًا للقانون الدولي أو لآراء المجتمع الدولي، معتبرًا أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي تعكس عدم الاكتراث بقرارات مجلس الأمن أو دعوات رفع الحصار عن قطاع غزة.
وأضاف أن نتنياهو يستفيد من الدعم الأمريكي المطلق الذي يتيح له الاستمرار في فرض الحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية دون التعرض لأي ضغوط فعالة.
الضغوط والانحياز الأمريكي
في السياق نفسه، أشار جبر إلى أن الدول الأوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، طالبت في مناسبات عدة برفع الحصار عن غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية للسكان، لكنها واجهت معارضة شديدة من الولايات المتحدة التي تُعرقل هذه الجهود.
وأوضح أن هذا الانحياز الأمريكي يشكل جزءًا من المعضلة التي تواجهها الجهود الدولية الساعية إلى تحقيق السلام أو فرض هدنة في غزة، حيث يبقى الاحتلال الإسرائيلي في موقف مريح نتيجة الحماية الأمريكية في المحافل الدولية.
وأكد جبر أن الأوضاع في قطاع غزة تتدهور بشكل متسارع نتيجة الحصار المشدد وغياب الغذاء والمساعدات الطبية اللازمة، مما يُنذر بكارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي سريعًا لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، لافتًا إلى أن السياسات الإسرائيلية تتعارض بشكل واضح مع قوانين الحرب الدولية، واصفًا ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.

موقف دولي حازم
ودعا الدكتور ممدوح جبر المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد الاحتلال الإسرائيلي لمنع استمرار هذه الانتهاكات وتخفيف معاناة الفلسطينيين، مؤكدًاأن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة يتمثل في رفع الحصار المفروض على غزة وضمان التزام إسرائيل بالقوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
تُظهر الأزمة الحالية في غزة مدى تعقيد المشهد السياسي الدولي، حيث تصطدم المبادرات الأوروبية الرامية إلى تحقيق هدنة إنسانية بالانحياز الأمريكي المستمر لإسرائيل.
وفي ظل استمرار القصف والحصار، يبقى الفلسطينيون في غزة يدفعون ثمن هذه التعقيدات السياسية، وسط دعوات متزايدة لإنهاء معاناتهم وإنقاذهم من الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق.