هل تنهار حكومة نتنياهو بعد موافقة حماس على خطة ترامب بشأن غزة؟

تواجه حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدياً سياسياً كبيراً، إثر قبوله بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة، والتي وافقت عليها حركة حماس بعد ذلك.
وتشكل هذه الخطوة تهديداً جدياً لتماسك الائتلاف اليميني المتشدد، الذي صمد نحو عامين، إلا أن تقريراً لموقع "المونيتور" يستبعد حدوث انهيار فوري للحكومة، رغم تصاعد التوترات داخلها.
وفور إعلان نتنياهو موافقته على الخطة، شنّ حليفا الحكومة الرئيسيان، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير رئيس حزب "القوة اليهودية"، هجوماً لاذعاً عليه، متهمين إياه بالرضوخ لضغوط ترامب والموافقة على ما وصفوه بـ"خطة الاستسلام"، ورغم عدم تقديم أي منهما استقالته، فإنهما قد يلجآن إلى ذلك في وقت لاحق لتعزيز شعبيتهما بين ناخبي اليمين المتشدد، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في أكتوبر 2026.

ضربة لأحلام اليمين المتطرف
شكلت الخطة التي قدمها ترامب، والتي تحظى بدعم مصري ودولي واسع، خيبة أمل عميقة لرموز اليمين الإسرائيلي المتطرف، خاصة مع تضمنها رفضاً لضم الضفة الغربية أو تهجير سكان غزة، وإشارات ضمنية لإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلاً، حيث إن هذه البنود اعتُبرت بمثابة "كابوس سياسي" بالنسبة لسموتريتش وبن غفير، اللذين طالما اعتبرا وجود كيان فلسطيني تهديداً استراتيجياً يجب منعه بأي وسيلة.
وأفادت تقارير إسرائيلية أن نتنياهو اضطر، بناءً على ضغوط ترامب، إلى الاتصال بأمير قطر والاعتذار عن محاولة سابقة لاغتيال قادة في حماس داخل الدوحة، ما أضاف مزيداً من الحرج أمام القاعدة اليمينية التي دعمته طوال الفترة الماضية.
معضلة الانسحاب من الحكومة
ورغم حالة الغضب، لا يبدو أن بن غفير وسموتريتش سيقدمان على الانسحاب من الحكومة في المدى القريب، ووفق "المونيتور"، فإن الحزبين يدرسان خطواتهما بعناية، حيث يخشى سموتريتش من خسارة موقعه السياسي تماماً في حال جرت انتخابات مبكرة، بينما يتمتع حزب بن غفير بشعبية أكبر وقد يحقق نتائج قوية إذا اختار الانسحاب مبكراً.
في اجتماع الحكومة الأخير، وصف بن غفير خطة ترامب بأنها "اتفاق سيء يهدد أمن إسرائيل" ويفتح الباب أمام إقامة دولة فلسطينية، ومع ذلك أصدر تعليمات لممثليه بعدم التعليق العلني مؤقتاً، ما يشير إلى تريث في اتخاذ قرار نهائي بشأن الاستمرار أو الانسحاب من الائتلاف.
مخاطرة محسوبة من نتنياهو
من جهته، يبدو أن نتنياهو اختار المجازفة بشكل محسوب عبر قبوله بخطة ترامب، إدراكاً منه أن الوصول إلى تسوية مع الجانب الفلسطيني قد يضمن له البقاء في الحكم حتى الانتخابات القادمة، أو على الأقل يخلّصه من الضغوط الداخلية والدولية في ظل الحرب الطويلة والمكلفة في غزة.
ويُعتقد أن نتنياهو قد يحاول استرضاء حلفائه المتشددين من خلال تقديم حوافز إضافية، مثل توسيع الميزانيات المخصصة للاستيطان في الضفة الغربية، أو المطالبة بتعديلات طفيفة على الخطة الأمريكية.
الرهان على تعقيد المفاوضات
ويرجح التقرير أن نتنياهو يعوّل أيضاً على تعقيدات المفاوضات المقبلة مع حماس، خاصة بعد إعلان الحركة استعدادها للتفاوض حول تفاصيل تنفيذ الخطة، وقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ في تنفيذها أو حتى انهيارها لاحقاً، ما يمنح نتنياهو فرصة لإعادة التموضع أمام ناخبيه، دون خسارة فورية لتحالفه الحكومي.