لا نريدكم.. 2 مليون إيطالي شاركوا في مظاهرات غزة.. رفض استقبال سفينة إسرائيلية

أفادت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، اليوم السبت، أن عدد الإيطاليين الذين شاركوا في المظاهرات دعما لغزة أمس الجمعة تجاوز مليوني شخص في أكثر من 100 مدينة في أنحاء إيطاليا في إضراب عام لمدة يوم واحد، بحسب ما أعلن أكبر اتحاد عمالي في إيطاليا.
وأعلنت النقابات الإيطالية الإضراب بعد اعتراض القوات البحرية الإسرائيلية مساء الأربعاء لأسطول "الصمود العالمي" الذي كان يحاول كسر الحصار البحري الإسرائيلي لإيصال المساعدات إلى غزة، ومنذ ذلك الحين، اندلعت الاحتجاجات والمظاهرات في جميع أنحاء أوروبا والعالم، لكنها كانت قوية بشكل خاص في إيطاليا.
وبحسب اتحاد العمال العام الإيطالي، فقد شارك 300 ألف شخص في مظاهرات في شوارع روما وحدها، في حين بلغ متوسط المشاركة الوطنية في الإضراب العام نحو 60%، ما أدى إلى توقف جميع الخدمات الرئيسية في القطاعات الرئيسية بما في ذلك النقل والمدارس.
لا نريدكم.. اعتراض سفينة بضائع إسرائيلية
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، واجهت سفينة حاويات مملوكة لإسرائيليين عندما وصلت إلى مدينة ليفورنو الساحلية، جوقة من أبواق السيارات وعمال الموانئ يصرخون "نحن لا نريدكم"، و كانت الحادثة التي وقعت في ليفورنو هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتراض سفينة إسرائيلية تنقل بضائع عامة، وفقا لصحيفة الجارديان.
لمدة يومين، صمد عمال الموانئ المضربون، رافضين تفريغ حمولة السفينة وإعادة تحميلها، تعبيرًا عن تضامنهم المتحدّي مع الفلسطينيين وأسطول "الصمود العالمي" الذي يحاول إيصال المساعدات إلى غزة . كان الاحتجاج انتصارًا، وغادرت السفينة المتجهة إلى الولايات المتحدة وكندا.
ومن جنوة وترييستي ورافينا في الشمال، إلى ساليرنو وتارانتو في الجنوب، نجح عمال الموانئ في مختلف أنحاء إيطاليا خلال الأسابيع الأخيرة في عرقلة السفن التي يعتقد أنها كانت تحمل أسلحة إلى إسرائيل، مع تصاعد المعارضة للحرب التي تشنها البلاد في غزة.
وكان إصرار عمال الموانئ على منع الأسلحة وخنق التجارة عنصرا حاسما في الانتفاضة المؤيدة للفلسطينيين في إيطاليا مع تزايد الضغوط على حكومة جورجيا ميلوني اليمينية المتطرفة لاتخاذ موقف أقوى ضد إسرائيل.
وقال لوكا سيموني، عامل ميناء: "إسرائيل تُبيد شعب غزة بقتلهم وتجويعهم. لا يمكننا أن نبقى غير مبالين. لطالما كنا ميناءً للترحاب، لا ميناءً للحرب. سنواصل احتجاجنا حتى تنتهي هذه الحرب".
الاحتجاجات تصل ملاعب الكرة
وفي فلورنسا، اقترب المتظاهرون من أبواب مركز تدريب المنتخب الإيطالي لكرة القدم للمطالبة بعدم لعب مباراته المقبلة في تصفيات كأس العالم ضد إسرائيل بسبب الحرب في غزة .
من المقرر أن تستضيف إيطاليا إسرائيل في أوديني في 14 أكتوبر إلا أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يدرس تعليق مشاركة إسرائيل بسبب الحرب، ولم يحضر اللاعبون إلى مركز كوفيرتشيانو للتدريب في فلورنسا، لكن الفريق سيجتمع هناك يوم الاثنين.
وبدا المتظاهرون سلميين على الجانب الآخر من الشارع من مجمع كرة القدم، رافعين لافتة كتب عليها باللغة الإيطالية: "دعونا نوقف الصهيونية بالمقاومة".
وصباح الجمعة، شارك نحو 100 ألف شخص في مظاهرة بمدينة ميلانو شمال إيطاليا. اندلعت اشتباكات قصيرة هناك بعد أن بدأت مجموعة من المتظاهرين الذين كانوا يقطعون الطريق السريع في المدينة بإلقاء الزجاجات على الشرطة، التي ردّت بقنابل الدخان، ووقعت أيضا اشتباكات متفرقة في تورينو وبولونيا ونابولي، لكن غالبية الاحتجاجات كانت سلمية.
انتقدت رئيسة الوزراء الإيطالية المحافظة ، جورجيا ميلوني، الإضراب بشدة. وتوقعت أن يُسبب اضطرابات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، وقالت :"ما زلت أعتقد أن كل هذا لا يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني، ومن ناحية أخرى، أتفهم أنه سيسبب الكثير من المشاكل للشعب الإيطالي، هذا ما صرحت به ميلوني للصحفيين يوم الخميس، منددةً بالإضراب. وأضافت: "الثورات وعطلات نهاية الأسبوع الطويلة لا تجتمعان على خير".
وأمس الجمعة، خرج الآلاف إلى الشوارع بعد أن دعت نقابة العمال الإيطالية (Cgil)، أكبر نقابة عمالية في إيطاليا، إلى الإضراب العام الثاني في أقل من أسبوعين، مما أدى إلى إغلاق المدارس وتعطيل حركة المرور وتعطيل المواصلات العامة وقطاع الرعاية الصحية. كما اندلعت احتجاجات عفوية مساء الأربعاء بعد أن اعترضت القوات الإسرائيلية الأسطول واعتقلت مئات النشطاء، بمن فيهم الناشطة البارزة غريتا ثونبرج.