عاجل

سيجنال تحت المجهر.. كيف تحولت المنصة المشفرة إلى محور أزمة أمنية؟

تطبيق سيجنال
تطبيق سيجنال

في عصر تتسارع فيه الأحداث وتتحول التكنولوجيا إلى سلاح مزدوج، وجد تطبيق "سيجنال" نفسه في قلب أزمة أمنية غير مسبوقة، بعدما كشفت تقارير حديثة عن دوره في تسريبات حساسة تتعلق بهجمات عسكرية في اليمن.

البداية كانت منصة تواصل مشفرة تروج للخصوصية إلى أداة استخدمت في التخطيط والتنسيق، ارتفعت تنزيلات التطبيق عالميًا بشكل لافت، ما يثير تساؤلات حول تأثير التطبيقات المشفرة على الأمن القومي والاستخبارات. وبينما تحقق الحكومة الأمريكية في "الخطأ الفادح" الذي أدى إلى كشف محادثات عالية السرية، تتجه الأنظار نحو سياسات الأمن السيبراني ومدى قدرتها على التعامل مع مثل هذه التحديات في عالم رقمي لا يعترف بالحدود.

وارتفعت نسبة التنزيلات في الولايات المتحدة بنسبة 45%، وفي اليمن بنسبة 42%، حيث كان قبل الأزمة الأخيرة يحتل المرتبة 50 بين تطبيقات التواصل الاجتماعي في اليمن، لكنه صعد إلى المرتبة التاسعة الأسبوع الماضي.

وأشار تقرير "أب فيجرز"، إلى أن تنزيلات "سيجنال" ارتفعت عالميا على نظامي iOS وGoogle Play بنسبة 28% عن المتوسط اليومي خلال الشهر الماضي.

وتعتبر جميع الاتصالات على "سيجنال" مشفرة تماما، ما يعني أن المشاركين في الدردشة وحدهم هم من يمكنهم رؤية الرسائل، حتى العاملين في "سيجنال" لا يمكنهم معرفة ما يتحدث عنه المستخدمون.

ونشرت مجلة أتلانتيك، رسائل تظهر محادثات القادة حول تفاصيل توقيت الهجمات والأسلحة والطائرات التي سيتم استخدامها.

ونفي المسؤولين الأمريكيين استخدام التطبيق لتنفيذ الهجمات العسكرية في محادثة سيجنال، لكن الحكومة الأمريكية تواصل التحقيق فى هذا الخلل الأمني الفادح.

لم يعطل تطبيق "سيجنال" نفسه أو يعمل بطريقة غير مقصودة، بل هو خطأ من المستخدم لإضافة صحفي عن طريق الخطأ إلى محادثة حول الخطط العسكرية الأمريكية، وهو خطأ من المفترض أن تكون بروتوكولات الأمن الحكومية قادرة على منعه إذا تم اتباعها بالفعل.

وقدمت إسرائيل معلومات استخباراتية حساسة من مصدر في اليمن، تتعلق باستهداف خبير صواريخ من جماعة الحوثي بالضربات الأمريكية التي وقعت في 15 مارس الجاري، وجرى تداول تلك المعلومات عبر "محادثات سيجنال" المسربة بين كبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترمب.

وبعد وقت قصير من بدء الضربات، أرسل مستشار الأمن القومي مايك والتز على "سيجنال"، رسالة نصية مفادها أن هدفاً رئيسياً للهجمات، وهو خبير صواريخ حوثي، دخل مبنى صديقته، وقام بتدميره.

وكتب والتز في المحادثة: "الهدف الأول: كبير مسؤولي الصواريخ لدى الحوثي، كان لدينا هوية مؤكدة له وهو يدخل مبنى صديقته، الذي انهار تماماً الآن"، ولم يصف والتز مصادر المعلومات الاستخباراتية، لكنه قال في رسالة أخرى إن الولايات المتحدة لديها "تحديدات إيجابية متعددة".

وجاءت رسالة والتز، رداً على سؤال من نائب الرئيس جي دي فانس، بشأن نتائج الضربة التي أبلغ عنها مستشار الأمن القومي في بداية المحادثة.

نشر والتز معلومات في تطبيق "سيجنال" بعد الموجة الأولى من الهجمات، قال فيها: "نائب الرئيس، انهار المبنى وكانت هناك عدة تحديدات إيجابية. بيت، كوريللا، الاستخبارات، إنه عمل رائع"، مشيراً إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث وقائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، ومجتمع الاستخبارات.

وقال تعليقا على المحادثات :"الرسائل لا تحتوي على مواقع، ولا مصادر، ولا أساليب، ولا خطط حرب، وقد تم إخطار الشركاء الأجانب بالفعل بأن الضربات وشيكة".

وتحمّل والتز مسؤولية "تسريبات سيجنال" وإضافة جولدبرج إليها عن غير قصد، فيما دافع ترامب عنه، واصفاً إياه بـ"الرجل الصالح" الذي ارتكب خطأً.

ويرى مسؤولون حاليون وسابقون أن تسريبات الاستخبارات قد تعرض مصادر الاستخبارات الأجنبية للخطر، وتجعل الدول الأخرى مترددة في مشاركة مثل هذه المعلومات الحساسة.

 

 

  

 

 

تم نسخ الرابط